نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 30
المقدمات..
وبذلك لا يثبت بهذا البرهان وجود الله، على الوجه المطلوب، الذي هو أن يكون وجوده
ضرورياًّ، والذي به يتحقق كونه [واجب الوجود]
ابتسم الفيلسوف،
وقال: لاشك أنك أيها السائل، وأنتم يا جميع الحاضرين، لا تشكون في ذواتكم ووجودكم،
ولا تشكون في وجود الأشياء من حولكم.. وإلا لما كنتم موجودين هنا.. فأنتم جئتم إلى
هنا لتثبتوا التهمة على هذا الرجل المسكين.. فإن لم يكن موجودا، ولم يكن ما فعله
سببا في حصول ما حصل.. فلم وجودكم هنا، ولم ادعاؤكم عليه؟
قال الرجل: فلم
ذكرت أن هذه المقدمة ليست في أعلى درجات اليقين؟
قال الفيلسوف:
لقد ذكرت ذلك لأولئك الذين خرجوا من طبيعتهم البشرية، فراحوا يشككون في حقائق
الأشياء.. ولذلك فإن الشبهة في ثبوت وجود الله على الوجه المطلوب عندهم، تأتي من
الشبهة في ثبوت وجود العالم نفسه.. فهم لا ينكرون وجود الله فقط، وإنما ينكرون
وجود العالم أيضا.. وهؤلاء بلا شك لا يخالفون عامة الناس فقط، وإنما يخالفون أيضا بداهة
الحس.
ولهذا سمينا هذا
النوع من الضرورةِ: [الضرورةَ بشرط المحمولِ]؛ وهي كافيةٌ لاستلزام الضرورة
المطلقة، لوجود الله، بناء على صدق قولنا: (إن كان العالم موجوداً، ضروري الوجود،
ما دام موجوداً؛ فوجود الله ضروريٌّ ضرورةً مطلقةً، ليكون موجدَ هذا العالم
المحتاج إلى الإيجاد)، فيندفع تأثير الشبهة الثانية أيضاً، المتصلة بوجود العالم،
في قضية (وجود الله، الضروري الوجود)
و لو أننا
تنازلنا، وأعرنا الفلاسفة الريبيين شيئاً من الاعتداد، وقلنا في تصوير قضيتنا: (إن
كان العالم موجوداً؛ فالله موجودٌ بالضرورةِ)؛ كفانا ذلك في إثبات المطلوب.
و لا يرد علينا
انتفاء هذه الضرورة، لوجود الله على تقدير عدم وجود العالم، لأنا لا نكتم أن
دليلنا على معرفة وجود الله، هو وجود العالم.. فإذا انتفى الدليل، يكون انتفاء
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 30