نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 29
أقمناه لإثبات
وجود الله، بانهيار مقدمة من مقدماته.
لكنا ـ جميعا
سيدي القاضي ـ نحمد الله على أننا لسنا من الحسبانية، الذين لا يستيقنون وجود
العالم، وينفون اليقين في كل شيء.. ولسنا كذلك من [أشباه الحسبانيين] القائلين بأن
العالم عبارة عن صورة نفسية، أنشأتها أذهاننا في نفسها، ومخيلاتُنا في الخارج، وهم
الذين يتزعمهم الفيلسوف [كانت].. كما أننا لسنا من القائلين بوحدة الوجود، والذين أعدموا
الدليل على وجود الله بإعدام العالم؛ لأنهم لم يُعدِموا الدليل، وإنما ألحقوه
بالمدلول.
نحن لسنا جميع أولئك..
ولذلك نرى أن العاقل يدرك وجود الله، كما يدرك وجود المحسوسات.. أي أن إدراك
وجودها، ليس أقوى من إدراك وجودهِ بدليله العقلي المنطقي.
لقد عبر عن ذلك
[له بينج]، وهو من أكبر الفلاسفة الغربيين الألمان، فقال: (إن اليقين البرهاني،
عبارة عن اليقين البديهي، الذي ينطبق على رابطة بين الحقائق المتعددة، بدلاً من
انطباقه على حقيقة منفردة)
وهكذا قال [ديكارت]:
(نحن ندرك وجود الإدراك، ووجود الله، المستنبَطَ منه، بلا واسطةٍ؛ أما وجود
العالم، فليس له مؤيدٌ غير صدوقية الله، الذي لا يحتمل أن يخدعنا، فيما جعلَنا
ندرك وجود العالم، ونعاينه).. وقول ديكارت هذا، طورٌ آخر في إدراك وجود الله، وهو
طورٌ يليق بخواص العقلاء.
قال ذلك، ثم
التفت للحضور، وقال: إني من موقفي هذا أتحدى حضرة الفيلسوف هيوم، وكل من يأبون
الاعتراف بقوة هذا الدليل وقطعيته، أن يأتوا باعتراضهم عليه، من أي ناحية استطاعوا.
قام أحد الحضور،
وقال: ما دمت ذكرت أن المقدمة الأولى من مقدمات هذا البرهان ليست في أعلى درجات
اليقين، فإن نتيجة القياس المنطقي بذلك تكون تابعة لأخس
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 29