نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 328
قلت:
ولكن.. هل أمكنك تفسير كل النشاط الإنساني بهذا الدافع؟
قال:
أجل.. لقد وجدت أن كل النشاط الإنساني تعبير عن هذا الشعور.. فقط الناس يختلفون في
طبيعة النقص، وطريقة التعبير عنه وتعويضه.. وقد وجدت أن هذا التعويض لا يتم إلا
على أنقاض الآخرين من خلال قوة الإرادة، وفرضها على الجماعة، والتسلط على المجتمع،
فلا يمكن أن تتحقق الأهداف من دون الكفاح، والاقتحام..
قلت:
ألا يمكن تحقيق الأهداف عن طريق الألفة والتعاون مع المجتمع..
ضحك
ضحكة عالية، وقال: لا.. لا يمكن للفرد النجاح في مساعيه، وهو يحمل هذه القيم.. إن
النجاح لا يعني عندي إلا شيئا واحدا.. هو الحيلولة بين الآخرين وبين تحقيق
أهدافهم.
قلت:
إن هذا يجر إلى الصراع؟
قال:
لا يمكن للحياة أن تستقيم بلا صراع.. أليست المادية الجدلية عند لينين، والمادية
التاريخية عند ماركس صراع على مطالب الإنسان في هذه الحياة؟
قلت:
بلى..
قال:
لا يمكن لنظرية من النظريات أن تنجح، وهي تستظل بظل السلام.
***
لم
يطل مكثي معه طويلا، فقد جاءني رجل يسمى (يونج) الذي راح يقنعني باللاشعور الجمعي..
والذي اعتبره رواسب نفسية لتجارب ابتدائية لا شعورية، لا تحصى، شارك فيها الأسلاف
في عصور بدائية، وقد ورثت في أنسجة الدماغ، بطريقة ما، فهي - إذن - نماذج أساسية
قديمة لتجربة إنسانية مركزية.
سألته
حينها: الوعي الإنساني عندك إذن ليس مقصوراً على علاقة الطفل بوالديه كما ذكر
فرويد؟
قال:
أجل.. الوعي الإنساني عندي.. أنا يونج.. إنما يتشكل في ظلال مخزون ثقافي موروث
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 328