نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 329
يمتد
حتى تجربة الإنسان البدائي مع الكائنات والأشياء، وقوام هذا المخزون هو ما أسميه
بـ (اللاشعور الجمعي) أو (الأنماط العُليا)
قلت:
الأنماط العليا!؟
قال:
أجل.. وهي تتشكل من تلك الأساطير التي يحركها نداء اللاوعي، فتبدو في أحلام
الأفراد ورؤى الفنانين العرافين، كي تعيد التوازن النفسي للعصر.
قلت:
فمحور نظريتك ينطلق من الأنماط العليا إذن؟
قال:
أجل.. ولها عندي.. أنا يونج.. مرتبتان:
أما
المرتبة الأولى، فقد أسميتها (الأنماط العليا الشخصية) كنمط الظل، والقِران المقدس
والأنيما، وهذه تبرز في شكل شخصي فترى مباشرة.. فالإنسان يلتقي أولاً مع ظله أو مع
وجهه الذي يخفيه بواسطة الشخصية، ويلتقي بوالديه اللذين يشكلان له نمط القِران
المقدس، ويواجه أحوال اللاشعور، وهي الأنيما أو النفس.
أما
المرتبة الثانية، فقد أسميتها (أنماط التحول)، كنمط الأم، ونمط الطفل، ونمط
البنت.. فنمط الأم يحمل صورة الأم الطبيعية، والأم الأرض، والأم الروح، ونمط الطفل
يحمل صورة الطفل الإله أو الطفل البطل، ونمط البنت يحمل صورة العذراء، والأنثى
المجهولة، والأنثى الخرافية، والأنثى الأضحية.
وعلى
هذا تكون هذه الأنماط الشخصية، وأنماط التحول ميراثاً إنسانياً انبثق من تصور
الإنسان البدائي للكون، وهو ما يسمى بالأساطير.
قلت:
أراك تعطي مصداقية كبرى للأساطير مع أنه لا دليل عليها.
لست
أدري كيف غضب غضبا شديدا، وقال: لا.. ليست الأساطير كما تزعم.. إن الأساطير هي
تاريخ البشرية الأولى.. نعم تنوسيت ملامحه الدقيقة، وأضفى الخيال الإنساني عليه
جواً فضفاضاً.. لكنه يظل مع ذلك هو تاريخ الإنسانية الأول.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 329