نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 373
النبوة، ما لا
يسمع الناس، وكيف يتسنى له أن يرى ما لا يرون؟
لكن الله تعالى
برحمته ولطفه وهدايته تداركني، فأزال عني تلك الشبهة بأيسر الأدلة وأكثرها إقناعا،
قال لي[1]: إن هناك وقائع كثيرة جدا تجري من حولنا في كل لحظة،
ونحن نعجز عن ادراكها أو سماعها، أو الاحساس بها بوساطة أجهزتنا العصبية، وقد
استطاع العلم الحديث أن ييسر لنا إدراكها بفضل الأجهزة العلمية التي اخترعناها.. وهذه
الأجهزة تستطيع أن تدل على صوت ذباب طائر على بعد بضعة أميال، وكأنه يطير عند أذنك..
ومن الأجهزة العلمية ما وصل التقدم فيه إلى حد أنها تسجل صدام الأشعة الكونية في
الفضاء.
لقد اخترعنا
آلات كثيرة أثبتت أنها تستطيع إدراك كثير جدا من الأحداث التي لايمكننا سماعها
بالطرق السمعية التقليدية.. وهذ الطاقة غير العادية للسماع لاتخص الآلات العلمية
الحديثة، وانما وهبها الله لبعض الحيوانات أيضا.
فمما لاشك فيه
أن جهاز سماع الانسان محدود جدا، ولكن أجهزة بعض الحيوانات تختلف كل الاختلاف؛ فالكلب،
مثلا، يستطيع أن يشم ريح الحيوان الذي مر من الطريق، ومن ثم استغلت الكلاب في
البحث عن الجرائم والمجرمين..
وهناك حيوانات
كثيرة تسمع أصواتا تخرج عن نطاق أسماعنا، وقد أثبتت البحوث في هذا الميدان أن بعض
الحيوانات يتمتع بقوة الاشراق.. فلو أنك وضعت حشرة مما يطلق عليه (العثة)، وهي
حشرة مجنحة على نافذة مفتوحة، فستحدث صوتا يسمع زوجها على مسافة بعيدة جدا.
وهناك نوع خاص
من هذه الحشرات يدعى (الجندب)، يحك رجليه وجناحيه ويصوت بطريق غير عادية، ويسمع
على مبعدة نصف ميل، وهو يحرك في هذه العملية