responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 377

بالسعادة والسكينة والسلام ـ أني وجدت في الإنسان جانبين: جانب لا خيرة له فيه.. فهو فيه مضطر مكره لا حظ له من الحرية..

وجانب له فيه كل الخيرة.. فهو إن شاء سار ذات اليمين، وإن شاء سار ذات الشمال، لا يقف في طريقه شيء.

ووجدت أن الإنسان في الجانب الذي أكره فيه يعيش السلام والسكينة في أروع مظاهرها.. فقلبه يخفق بانتظام ودقة ليملأ جسده بدماء الحياة.. ورئتاه تمدانه بما شاء من هواء.. ومعدته تهضم كل ما يزورها من طعام.. وهكذا كل أجهزته.. لا يعارض بعضها بعضا، ولا يتدخل بعضها في تخصصات بعض.

ولكني في مقابل ذلك وجدت الإنسان في جانبه الاختياري يعيش فراغا مقيتا، وصراعا حادا.. فقبله يطلب ما يخالف عقله.. ونفسه تصارع روحه.. وكل لطيفة من لطائفه تشتهي أن تكون الدولة لها.. والإنسان محتار بينها جميعا لا يدري أي واد يسلك، ولا أي بحر يخوض.

ووجدت البشر يختلفون في اختياراتهم.. وينجم عن اختلافهم صراع حاد بينهم وبين أنفسهم، وصراع حاد بينهم وبين البشرية جميعا.. بل بينهم وبين الكون نفسه.

وقد قلت لنفسي حين رأيت ذلك: أيمكن أن يكون المدبر البديع الذي دبر كل شيء، وأتقن تدبيره غاية الإتقان غفل عن هذه الناحية.. فلم يدبرها، ولم يضع الحلول لها؟

وبعد تأمل طويل.. رأيت أنه من المحال أن يحصل ذلك.. فكل شيء يدل على رحمة الله وحكمته ولطفه ومودته.. ويستحيل على من هذه صفاته أن يدع عباده هملا من غير أن يبين لهم السبيل الصحيح الذي يخرجهم به من هاوية الصراع.

وقد جعلني ذلك أبحث عن السبيل التي يعلم الله بها عباده..

ووجدت بأدلة كثيرة أن الوسيلة الوحيدة الممكنة لذلك هي أن يختار إنسانا منهم ليؤدي هذه الوظيفة.. فلا يمكن أن يكون معلم الإنسان إلا إنسانا.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست