نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 378
وقد جعلني ذلك أبحث بكل ما أوتيت من جهد ـ لا أمتطي
مطية سوى مطية العقل المجرد ـ عن الإنسان الذي استحق ذلك الشرف الرفيع.. شرف
الوساطة بين الله وعباده.
لقد قلت لنفسي في بداية بحثي عن هذا الإنسان الكامل
الذي استحق ذلك الشرف الرفيع: لاشك أن هذا الإنسان ممتلئ بالعظمة.. وممتلئ
بالشهرة.. لأن الله الحكيم يستحيل أن يبعث رجلا خاملا مغمورا لا يعرفه الناس..
وإلا كيف يهتدون إليه، وكيف يتأسون به.. وكيف يتعلمون علومه[1].
وقد جرني ذلك إلى وضع سجل ضخم لكل العظماء الذين
اشتهر بهم تاريخ الإنسانية.. وقد وضعت في ذلك السجل أسماء ملوك
جبابرة، عاشوا في قصورهم الشامخة.. ووضعت فيه أسماء قادة جيوش عاشوا بين ضباطهم
وجنودهم يُرْهِبون الناس ويخيفونهم بشدة بأسهم.. ووضعت فيه أسماء مستعمرين دوخوا
البلاد، واستولوا علَى المماليك.. ووضعت فيه أسماء حكماء وفلاسفة.. ووضعت فيه
أسماء شعراء.. ووضعت فيه أسماء أغنياء..
سكت قليلا، وكأنه يسترجع ذكريات بعيدة، ثم قال: لقد
وضعت في ذلك السجل أسماء: هنيبعل القرطاجني والإسكندر المقدوني وقيصر الروم ودارا
الفارسي ونابليون الفرنسي.. وغيرهم ممن كان يملأ عيون بني آدم بعظمته وأحداث حياته
ومختلف أعماله.
ووضعت فيه أسماء سقراط وأفلاطون وديوجنس وغيرهم من
حكماء اليونان وغير اليونان ـ مثل سبنسر وأضرابه ـ ؛ وكل من تجتذب سيرتهم النفوس
وتروق القلوب.
وبعد أن انتهيت من إحصاء ما استطعت من أسماء.. رحت
أسأل نفسي.. بل أسأل الأسماء التي ملأت علي عقلي، كما ملأت قبل ذلك سجلي أقول لها:
من منكم لديه الترياق الذي يضمن به فلاح الإنسانية؟.. من منكم لديه الطاقة التي
يستطيع بها أن يضع منهج صلاح الإنسانية
[1]
ننبه إلى أننا اقتبسنا هذه الأدلة من كتاب (الرسالة المحمدية) للسيد سليمان الندوي..
وقد اختلط أسلوبنا فيه بأسلوبه بناء على الضرورة الفنية.. ولذلك لم نلجأ للتوثيق
كل مرة.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 378