responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 394

قالوا: فحدثنا عن الركن الأول.

قال: بما أن الإيمان هو الأصل الذي ينطلق منه العمل.. فقد بدأت البحث فيه.

بدأت البحث عن حقائق الوجود والكون والحياة والإنسان، وموقف زعماء الأديان منها.

قال رجل من الجمع: فماذا وجدت؟

قال: لقد وجدت أن الديانات التي اهتمت بهذه الجوانب نوعان:

نوع لا نجـد فيه ذكر الله البتة.. وكأنه لا وجود له إطلاقا.. ومن هذا النوع دين بوذا ودين الصين؛ فليس فيهما ذكر لله ولا لصفاته، وليس فيهما فرائض وواجبات علَى الإنسان، ومِن باب أولَى؛ ليس فيهما ذكر للحبّ لله وتوحيده والإخلاص له؛ فالذي يبحث فيهما عن هذِهِ الأمور لا يخرج من بحثه بشيء.

ونوع فيه ذكر لله.. ودعوة إلى الإيمان به.. وقد وجدت من خلال البحث المستقصي عن حقائق هذا الإيمان أن الأديان السابقة للإسلام، والَّتِي كانت تدعو إلى توحيد الله؛ قد تطرَّق إليها الفساد في أمر التوحيد؛ لوجوه ثلاثة: الأول: التشبيه والتمثيل، أي: أنهم قد شبَّهوا الله بغيره من خلقه.. والثاني: أنهم جعلوا لله صفات منفصلة عنه ومستقلّة.. والثالث: أنهم اغتَروا بكثرة المظاهر في العالم، وخُدِعُوا بضروب من مصنوعات الله وآثار مقدوراته.

قال رجل من الجمع: هذا ما حصل لسائر الأديان.. فكيف وجدت الإسلام، وهل وقي شر هذه الثلاثة؟

قال: مع طول بحثي في المسألة.. لم أجد دينا تمثل فيه التوحيد بأرفع صوره كما تمثل في الإسلام[1].. بل لو اعتبرنا الإسلام هو الدين الوحيد الذي قال بالتوحيد، ونادى به وأفرد الله بالألوهية.. لم نكن كاذبين.. فالتوحيد فيه عقيدة وحياة ومواجيد.. وهو فيه معارف عقلية، وطمأنينة


[1] انظر التفاصيل الوافية الدالة على هذا في رسالة (الباحثون عن الله) من هذه السلسلة.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست