نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 406
قالوا: فأين وجدت هذه المنارة؟
قال: في محمد.. لقد رأيت أنه الإنسان الوحيد الذي
توفر له من الظروف، وكان له من المواقف ما يجعله الإنسان الكامل الذي يصح اعتباره
الأنموذج الأكمل للإنسان.
قالوا: إن إثبات مثل هذا صعب.
قال: ولكنه ليس مستحيلا.. لقد وضعت منهجا للتحقق من
ذلك، يقوم على ثلاث دعامات:
الأولى: الشهادات التي يبثها المخالطون، سواء كانوا
من المقربين منه الموالين له، أو من المبعدين الساخطين عليه.
والثانية: السلوك الذي سلكه في حياته ومدى انطباقه
على ما كان يدعو إليه.
والثالثة: الآثار التي تركها.. والتي يصح لها أن
تعبر عنه.
قال رجل من الجمع: نوافقك في صحة هذا.. فما ذكرت من
الدعامات كاف ليدلك على ما تريد.. فهل طبقتها على ما ورد عن محمد.
قال: أجل.. وكيف لا أفعل ذلك.. وهل يمكن أن يستقيم
إيماني، ويخرج من طور التقليد دون ذلك.
قا ل ذلك، ثم راح يفصل لنا بالوثائق الكثيرة ما يدل
على ذلك.
وما انتهى من حديثه حتى ارتفع الآذان.. وقد شاء الله
أن لا نسمع منه إلا (محمد رسول الله).. فصاح الجمع ـ بمختلف طوائفهم ـ من غير شعور
(محمد رسول الله).. وصحت معهم بها.. فتنزلت علي حينها أنوار لو كانت بحار الدنيا
مدادا، وأشجارها أقلاما، واجتمعن ليعبرن عنها ما أطقن.
برهان الوحي:
بعد أن أنهى
الرجل الثالث حديثه، قام آخر، وقال: بعد أن حدثكم صديقي وأخي عن
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 406