نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 407
[برهان النبوة]،
وكيف خرج به من ظلمات الجهل والغواية إلى نور الإيمان والهداية.. فاسمعوا حديثي عن
برهان من براهين الهداية المبينة، أطلقت عليه اسم [برهان الوحي].. وهو برهان يدل
على الله من كل الوجوه، وبكل المقدمات، وبجميع اللغات..
فالله برحمته لم
يتواصل مع آحاد خلقه برعاية حاجاتهم وإجابة دعواتهم فحسب.. ولم يحفظ عليهم حياتهم
بالقيم التي وفرها لهم فقط.. ولم يرسل لهم وسائط الهداية ليكونوا نماذج تيسر عليهم
تحقيق الكمال فقط.. وإنما أضاف إلى ذلك أن أنزل إليهم وحيه وكلماته المقدسة لتبقى
نورا بينهم يهتدون بها، ويتواصلون معه عبرها.
ولذلك كان البحث
عن المصادر المقدسة للأديان هو أول ما بدأت به أبحاثي، حيث رحت أجمعها جميعا،
وأحول أن أطبق عليها جميع المقاييس لأرى مدى دقة كونها مقدسة كما تزعم الأديان
التي تنسب إليها.
وقد جعلني ذلك
أقوم برحلات كثيرة، وألتقي ناسا كثيرين، وأصرف أموالا ضخمة على كل ذلك.. وما كنت
أجد أي مشقة في ممارسة ذلك.. ذلك أني كنت أبحث عن الإكسير الأحمر.. وعن كنز
الأبد.. وعن مفاتيح الوجود التي إن وصلت إليها وصلت إلى كل شيء.
وكان أول ما
بدأت به الكتاب المقدس الذي كان متوفرا لدينا في البيئة المسيحية التي كنا نعيش
فيها.. وقد قرأته مرات كثيرة.. وقد شعرت نحوه بمشاعر مختلفة ممتلئة بالتناقض[1].. ففي مواضع أشعر أنه
كلام الله الجميل المتدفق بينابيع الرحمة واللطف والمودة، وأشعر حينها بأن كل ذرة
من ذرات الوجود تشهد له بذلك، بل تترنم معي، وأنا أرتله بخشوع وتدبر.
وفي مواضع أشعر أنه لغو أو لهو فارغ لا يعنيني، ولا يعني
البشرية المتشوفة للخلاص.. لكني أعتذر بيني وبين نفسي لصاحب الكلام الذي أتهمه
بهذه التهم.
[1] شرحنا بتفصيل ما يتعلق بهذا في كتاب [الكلمات
المقدسة]
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 407