نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 413
من ذلك الحديث الشهير للنبي a الذي يقول: (اطلب
العلم من المهد إلى اللحد) أو ذلك الحديث الآخر الذي يقول: (طلب العلم فريضة على كل مسلم
ومسلمة) هناك أمر رئيسيّ: القرآن، إلى جانب أنه يدعو إلى المواظبة على الاشتغال
بالعلم، فإنه يحتوي أيضًا على تأملات عديدة خاصة بالظاهرات الطبيعية وبتفاصيل
توضيحية تتفق تمامًا مع معطيات العلم الحديث)[1]
وقد ذكر لي ـ بعد جلسات كثيرة معه ـ أن تلك المقارنات التي كان يجريها
بين موقف المسلمين من العلم طيلة تاريخهم الطويل مقارنة بموقف الكنيسة كانت سببا
من أسباب إسلامه، فهو يقول: (علينا أن نتذكر أنه في عصر عظمة الإسلام، أي بين
القرن الثامن والقرن الثاني عشر من العصر المسيحي، وعلى حين كانت تفرض القيود على
التطور العلمي في بلداننا المسيحية، أنجزت كمية عظيمة من الأبحاث والاكتشافات
بالجامعات الإسلامية.. في ذلك العصر كان الباحث بهذه الجامعات يجد وسائل ثقافية
عظيمة، ففي قرطبة كانت مكتبة الخليفة تحتوي على أربعمائة ألف مجلد.. [وكان]
الكثيرون يسافرون من مختلف بلاد أوروبا للدراسة فيها، ولكن كم هي كثيرة تلك
المخطوطات القديمة التي وصلت إلينا بواسطة الأدباء العرب ناقلة بذلك الثقافة إلى
البلاد المفتوحة، ولكم نحن مدينون للثقافة العربية في الرياضيات (فالجبر عربي)
وعلم الفلك والفيزياء (البصريات) والجيولوجيا وعلم النباتات والطب إلى غير ذلك. لقد
اتخذ العلم لأول مرة صفة عالمية في جامعات العصر الوسيط الإسلامية. في ذلك العصر
كان الناس أكثر تأثرًا بالروح الدينية مما هم عليه في عصرنا، ولكن ذلك لم يمنعهم
من أن يكونوا في آن واحد مؤمنين وعلماء. كان العلم الأخ التوأم للدين. لكم كان
ينبغي على العلم ألا يكف عن أن يكون كذلك)[2]
قلت: فما الشعاع الأول الذي اهتديت به إلى القرآن؟
[1] دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف
الحديثة، ص 140.
[2] دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف
الحديثة، ص 140 – 141.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 413