responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 42

قال: فكيف أكون فيلسوفا، وأنا لا أعرف الإشكالات التي قد ترد على أي برهان من البراهين؟

قلت: لا بأس.. فاذكره لي إذن.

قال: أنت تريد أن تذكر لي بأنه إذا كانت الأوقات كلّها متماثلة بالنسبة للإرادة الإلهية، فلم تخصّص وقتا دون غيره؟.. وما الذي جعلها ترجح وجود العالم في ذلك الوقت، وليس في وقت آخر؟

قلت: أجل.. هذا بالضبط ما كنت أريد طرحه عليك.. وهو لازم عن مبدأ مدرك ببديهة العقل، وهو أنّه إذا كان هناك أشياء متشابهة، فإنّ الإرادة لا يمكن أن تتعلّق بواحد دون آخر إلاّ اعتباطا واتّفاقا، لا بموجب مخصّص يرجّح جانب الشّيء عن مثله.. فلو افترضنا مثلا رجلا عطشانا ووضعنا بين يديه قدحين من ماء ليس بينهما أيّ اختلاف لا في ذاتهما، ولا بالإضافة للرّجل، فهو إمّا أن لا تترجّح إرادة الرجّل بتاتا لأخذ القدح، وإن ترجّحت فترجّحها لن يكون بحسب مخصّص في قدح منهما، بل اعتباطا واتّفاقا.. وهكذا الأمر في تعلّق الإرادة الأزليّة بإيجاد العالم في وقت دون وقت، لو سُلِّمَ بصحّة ذلك، فإنّه لن يكون إلاّ اتّفاقا، ولكن لو جاز أن يكون ترجّح جانب الوجود عن العدم في العالم قد حصل اتّفاقا، لجاز أن يكون العالم قد وُجِدَ منذ القدم، وعلى الهيئة التّي وجد عليها إنّما كان اتّفاقا.

قال: أنت بهذا المثال تقع فيما وقع فيه أخي في الفلسفة، فتقيس الغائب على الشاهد، والله على عباده.. وإرادة الله على إرادة البشر.

قلت: فهل هناك خلاف بينهما؟

قال: أجل.. كما أن الله يختلف عن خلقه.. فصفاته تختلف عنهم أيضا.. فإرادتنا نحن لكوننا بشرا ذوي نقص لا يمكنها أن تخصّص شيئا عن مثله إلاّ بوجود مرجّح في الشّيء نفسه، فمثلا الرّجل العطشان الذي ذكرته حين يرى أنّ القدحين متشابهين من كلّ الوجوه،

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست