نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 46
الحمراء.. فإن هذا يعني أن النجم يبتعد
عن الأرض، وأما إذا كان هذا النجم يقترب من الأرض فإن الطيف يظهر اللون الأزرق،
وكان هذا أول اكتشاف لهابل من ناحية حركة النجوم.
ثم تابع هابل أبحاثة، فاكتشف أن النجوم
لا تبتعد عن الأرض فحسب، بل يبتعد بعضها عن بعض.. بما يشبه البالون عند نفخه..
وهذا يدل على أن هذا الكون في تمدد دائم كل ثانية.
وقد توصل هابل بعد ذلك إلى أن الكون
يتمدد باستمرار وبسرعة متزايدة.. واكتشف أيضاً أن المجرات التي ولدت تبتعد عن مركز
الانفجار الأول، وكذلك تبتعد عن بعضها البعض..
التفت العالم المؤمن للحضور، وقال:
أتدرون ما يعني هذا؟
قالوا: وما يعني؟
قال: إن هذا يعني أن كل المعارف
السابقة، والتي تتبنى سرمدية الكون وأزليته قد تبخرت مع هذا الاكتشاف.. ولهذا، فقد
بادر الكثير من العلماء إلى تكذيب هذه النظرية قبل التثبت من صدقها.. لأن الإيمان
بها كان يستوجب الكثير من التغيير في طريقة التفكير التي كان يتبعها العلماء في
نشأة الكون واستقراره.
قام العالم الملحد، وقال: أنا لا أشك في
القدرات العلمية لهابل، ولكني لا أرى أي علاقة بين اكتشافاته، وما تدعيه من حدوث
الكون.
قال العالم المؤمن: ألا ترون أن من أبرز
مقتضيات هذه النظرية أنه إذا كان الكون اليوم يتباعد، فلابد أنه كان في يوم ما
متقارباً؟
قالوا: بلى.. هذا ضروري.
قال: ولو فرضنا أن بداية ذلك التباعد
قديمة أزلية.. فهل يمكن أن نرى شيئا من
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 46