responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 54

قلت: أجل.. ذلك صحيح.

قال: أتدري لم؟

قلت: أجل.. فالكتاب ليس له إرادة، ويحتاج إلى من ينقله، ولا يتحرك بذاته، فلذلك كان السؤال منطقيًا واقعيًا.. بخلاف السؤال عن الرجل، ذلك أن لديه قوة وطاقة واختيارا وارادة يستطيع بها أن ينتقل بنفسه من غير أن ينقله أحد.

قال: فطبق هذا على تلك الشبهة التي أثارها لكم ذلك الفيلسوف.. وستصل إلى الجواب..

كان في إمكاني حينها أن أطبق ما قاله، فأكتشف أن من ضروريات خالق الكون أن يكون صاحب إرادة وقدرة، وأنه يختلف تماما عن كونه.. ولذلك لا يمكننا أن نطبق عليه نفس المقاييس التي نطبقها على الكون.. لكنني لم أفعل.. ربما لأنني كنت أبله وحريصا على تلك الفكرة التي تزينت لي بسببها كل أنواع الرذائل، بعد أن أخليت وجودي من ربي.

***

لكن الله برحمته لم يدعني، بل كان يرسل لي كل حين من ينبهني إلى غفلتي، ويسد علي تلك الأبواب الشيطانية التي فتحها راسل على عقلي وقلبي.

ومن تلك الأبواب أنني بعد أن ألقيت تلك الشبهة في بعض المجالس، قام رجل بكل هدوء، وقال: إن في هذا الإعتراض مغالطة كبيرة لا تتناسب مع فيلسوف مثل برتراند.. لأنه يفترض أن الاله مثله.. أي له مادة مثل مادة الكون، مما يمكن سحب القياس عليها، وهذا غير صحيح.. فالله لا يشبه مخلوقا في شيء..

ولهذا لا يصح أن نخضعه لتصوراتنا، لأنه ليس شبيها بشئ نعرفه حتى نقيسه عليه.. فإذا كان فوق تصوراتنا ومعارفنا، بل فوق قدرات عقولنا مهما تضخمت ملايين المرات، فإن هذا السؤال يعد مستحيلا فى حقه، بل وغير منطقى أيضا.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست