نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 64
إلى مغالطات،
وانطمست فطرتي انطماسا تاما، إلى أن من الله علي بذلك اليوم الذي التقيت فيه بعض
العلماء العقلاء ممن لم تتدنس فطرهم بأرجاس الهوى.. فقد كان أول من بذر في عقلي
بذور التشكيك في الصدفة وأصحابها.
التقيته في متحف
طبيعي كان قد وضع فيه الكثير من الآثار القديمة، وكان بجانبها بعض الجماجم
وغيرها..
وكان مما شد انتباهي
آلة قديمة على شكل اصطرلاب، وفيها رسوم ذات ألوان زاهية لم يؤثر فيها التاريخ
الطويل.. فقلت له: إلى أي حضارة تعود هذه التحفة الأثرية الثمينة؟
فقال لي، وكان
يعرفني، ويعرف مذهبي: هذه تحفة طبيعية.. وجدت هكذا في الطبيعة، وليست ثمرة لأي
حضارة.. ألا ترانا وضعناها بجانب الجماجم وغيرها؟
قلت: أتقصد أن
هذه التحفة وجدت هكذا صدفة؟
قال: أجل.. ما
دامت الجماجم التي تراها، والتي هي أكثر إبداعا وإتقانا منها وجدت صدفة.. فما
المانع أن توجد هذه التحفة صدفة؟
لم أستسغ ما
قاله، بل رحت في نفسي أرميه بالخرف.. وقلت له مختبرا: أتظن أن أهرامات المصريين
أيضا وجدت صدفة؟
قال: أليس من
الممكن أن تهب الزوابع والعواصف وتتجمع الأحجار الكثيرة لتتشكل منها تلك الأهرامات
العجيبة؟
قلت: إن ما
تقوله محال، ولست أراك إلا صاحب خرافة، ولا علاقة لك بالعلم؟
قال: كيف تقول
لي هذا، وأنا العالم الذي أدير هذا المتحف.. وكل ما تراه من تحف هنا من اكتشافي..
وكل ما سجل من تاريخ حولها هو من كتابتي؟
قلت: لكن كلامك
يتناقض مع ما تدعيه.
قال: أخبرني أنت
عن هذه الجماجم كيف وجدت.. وأنا حينها يمكنني أن أعدل من
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 64