نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 66
قال: سأضرب لك
مثالا يوضح لك ذلك.. عندما اكتشف أهالي إحدى قرى المنوفية بمصر عن طريق الصدفة
مدخل مقبرة فرعونية أثناء إجراء حفائر لتشييد مسجد، وقاموا بإبلاغ مسؤولي المجلس
الأعلى للآثار، الذين أوفدوا لجنة فنية وأثرية متخصصة، وتبين لهم ـ بعد البحث
والتنقيب ـ أنه من الاكتشافات الأثرية المهمة، وأنه يعود إلى العصر الفرعوني
المتأخر للدولة الفرعونية القديمة.
فهنا عبرنا عن
الاكتشاف بكونه صدفة.. لكنا لم نعبر عن المكتشَف بأن حصوله كان صدفة، وإنما رحنا
نبحث بجد عن حقيقته وتاريخه والتفاصيل المرتبطة به، ولو اعتبرناه صدفة لما فعلنا
ذلك.
وهكذا عندما
نسمع أن أحد القوانين الفيزيائية اكتشف صدفة.. مثل اكتشاف أرشميدس لقانون الطفو،
واكتشاف نيوتن للجاذبية.. لا نفهم من ذلك أن القانون ليس له مكتشِف.. وإنما طريقة
الاكتشاف فقط كانت عن طريق الصدفة.
وهكذا عندما نسمع
أن شيئًا من الأشياء اخترع صدفة.. مثل اختراع هانز ليبرش للنظارة الطبية، واختراع
جون واكر لأعواد الثقاب، واختراع ليبارون سبنسر للميكروويف.. لا نفهم من ذلك أن
هذا الشيء ليس له مخترِع.
وهكذا عندما
نسمع أن جريمة من الجرائم اكتشفت صدفة لا نفهم من ذلك أن هذه الجريمة ليس لها
مرتكب.
قلت: أتعني بذلك
أن اعتبار أصحابنا، وخصوصا [كلب دارون] لنشأة الكون بكونها ليست دليلاً على وجود
خالق؛ لأن الكون نشأ صدفة نتيجة سلسلة من التفاعلات الطويلة، دون تنظيم أو تخطيط
سابق.. مقولة غير صحيحة؟
قال: إذا
اعتبرنا ذلك.. فلم لا نعممه في كل شيء؟.. لم نقصره فقط لإزالة الإيمان بالخالق؟..
لم لا نطبقه على كل الأشياء حتى لا نقع في المكاييل المزدوجة؟
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 66