نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 67
***
لم أدر ما أقول
له، لكني تذكرت حينها ذلك الملحد الذي كان يصيح كل حين بأن الكون نشأ صدفة، وأنه
لا يحتاج إلى خالق، ولا إلى مدبر..
تذكرت [كارل
ساغان]، وروايته [اتصال] التي حولتها [هوليود] إلى فلم سينمائي يحكي قصة عالِمة
فلك تدعى [إيلي] كانت تدرس مع زملائها في مركز أبحاث [سيتي] إشارات واردة من أعماق
الفضاء، وتبين من خلال البحث أنها تتمتع بصفتي التفرد والتعقيد، وذلك ما جعل أعضاء
فريق البحث يؤكد أنها يستحيل أن تكون قد نشأت بالصدفة، ولذا يصيحون: (إنها ليست
تشويشا كونيا.. إنها تحمل نظاما).. ثم تكشف أحداث الفيلم عن ورود تلك الرسائل
بالفعل من عوالم أخرى.
فالرواية، والفيلم الذي مثلها يؤكد أن رسالة معقدة واحدة كانت
كافية لإثبات وجود مرسل ذكي، لكن هذا الرجل نفسه وملايين الملحدين لم يستخدموا نفس
هذا المنطق عندما يرون تعقيد الحمض النووي..بل يعتبرونه نشأ عن صدفة عشوائية.
بعد أن فارقت صاحبي، وما أثاره في من شكوك جديدة، التقيت
مسلما ربت على كتفي، وقال بهدوء، وهو يبتسم[1]: ألا ترى من الغرابة أن بعض الناس ممن يدعون العقل
والحكمة والعلم يرى حجرين موضوعين في نظام معين أو قُطّعا لغرض معين، فيستنتج أن
هذا من عمل إنسان ما في الزمان القديم.. لكنه إذا وجد بالقرب من الحجر جمجمة بشرية
أكثر كمالاً وأكثر تعقيداً بدرجة لا تقارن لن يفكر في أنها من صنع كائن واع، بل
ينظر إليها باعتبارها نشأت بذاتها وصدفة.
أردت أن أجيبه،
فأكمل دون أن يتلتف إلي قائلا: وهكذا ترانا نقيم مشاريع عملاقة