نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 68
للبحث عن
مؤشرات لوجود كائنات حية في كواكب أخرى، وذلك برصد الإشارات اللاسلكية والميكروية
القادمة من أعماق الكون، أملا في أن تحمل رسائل مشفرة تختلف عن النبضات والموجات
الكونية العادية.. وهذا يدل على أننا نعتقد فعلا بأن العوالم الأخرى لا يجب أن
تنسحب عليها مبادئنا العقلية.
قال ذلك، ثم
انصرف عني، وقد بذر بذورا تشكيكية جديدة، كان لها دورها في سقي شجرة الإيمان في
عقلي وقلبي.
***
التقيت بعدها عالما
آخر، لست أدري من أي دين كان، ولا على أي مذهب، قال لي بكل هدوء: اسمعني يا تلميذ
[كلب دارون] الوفي هذه الكلمة التي قد لا تنفعك اليوم، ولكن لا شك أنها ستنفعك
غدا.. إذا سلمنا جدلا بأن الكون نشأ صدفة نتيجة سلسلة من التفاعلات الطويلة دون
تنظيم أو تخطيط سابق، فإن هذا لا ينفي وجود خالق للكون، ومكون له؛ لأن الصدفة ليست
فاعلة، ولكنها صفة للفعل الصادر من الفاعل، والفعل لا يوجد بدون فاعل.
قلت: لم أفهم..
ما الذي تقصد؟
قال: لو أن الكون
نشأ نتيجة سلسلة من التفاعلات الطويلة دون تنظيم أو تخطيط سابق، فإنه لا بد من
وجود موجِد للكون هو الذي أنشأ المادة التي كونت الكون.. وهو الذي جعل جزيئاتها
تتفاعل.. وهو الذي أعطاها القابلية للتفاعل والتشكل.. وهذه السلسلة من التفاعلات
لها شروط معينة للحدوث.. ولذلك تحتاج إلى من يهيئ لها الشروط المعينة لحدوثها.. وتحتاج
إلى من يحافظ عليها كي تعطي نتائجها.. ولذلك فإنه حتى لو سلمنا بالصدفة، فإنها لا
تلغي حاجة الكون إلى مكون، والمخلوق إلى خالق.
قلت: ولكن لم لا
يقال بالصدفة المحضة.. وهي لا تحتاج لكل ما ذكرت؟
قال: إن قول ذلك
ممتلئ بالمحالات العقلية.. ذلك أنه يقتضي أن تكون خصائص
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 68