responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 69

مادة الكون هي التي أنشأته.

قلت: أجل.. لم لا نقول بذلك؟.. وبذلك لن يحتاج الكون إلى قوة خارجية.

قال: إن هذا يعني أن الكون أنشأ نفسه بنفسه.. أي أنه علة لنفسه.

قلت: فما المانع من ذلك؟

قال: إن ذلك يقتضي أن يكون الكون سابقًا على نفسه في الوجود من حيث هو علة، ومتأخرًا على نفسه في الوجود من حيث هو معلول.. فهل يمكن لعقلك أن يقبل كل هذا التناقض؟

***

لم أدر ما أجيبه.. فقد كان لحجته من القوة ما لم أملك معه أي رد.. لكني ذهبت إلى بعض كلاب دارون الأوفياء الذين لم يفعلوا سوى أن أضافوا قرودا جديدة لتتعاون جميعا على كتابة المجموعة الكاملة لأعمال شكسبير.

التقيت بعدها بعض المخترعين ممن كانت لهم اليد الطولى في صناعة الكثير من الأجهزة والأدوات، وسألته عن دور الصدفة في اختراعاته، فقال لي: من واقع خبرتي في تخصصي.. فإن الصدفة وحدها أصغر من أن تفسر شيئا.. ذلك أن الاختراعات التي يذكر الناس أنها حصلت لي صدفة.. كنت أنا الذي وفرت لها كل وسائل الظهور إلى أن ظهرت بالشكل الذي هو عليه.. ولذلك لا أستطيع أن أعتبر تلك الاختراعات نشأت صدفة.. وإنما نشأت بسببي، وبسبب الظروف التي وفرتها.

قلت: وما تقول في نشأة الكون صدفة؟

قال: من واقع تجربتي مع اختراعاتي البسيطة، مقارنة بالأجهزة المعقدة الموجودة في الكون، فإن نشأة الكون صدفة مستحيل.. ذلك أن تكوين هذا الكون من ذرات على النحو الذي هو عليه يستلزم أن تكون هذه الذرات قد صممت وهيئت، بحيث إنها إذا اجتمعت

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست