responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 71

قلت: ولكن نفرا من أصحابي وصفوا الكثير من المشاهد عن نشأة الحياة صدفة.

قال: أعرفهم.. إنهم تكلموا عن كيفية نشأة الحياة ـ بحسب أوهامهم ـ وليس لماذا نشأت الحياة.. ومن الذي أنشأها؟.. ومن الذي جعلها تنشأ بتلك الطريقة؟.. وعذرهم الوحيد الذي قد نلتمسه لهم هو أن العلم يبحث عن الفعل، ولا يبحث عن الفاعل.. ويبحث عن الحدث، ولا يبحث عن المحدث.

ولهذا، فإنه لو كانت الحياة قد نشأت ـ كما يذكرون ـ نتيجة سلسلة من التفاعلات، فإنه لا بد من وجود موجِد للمواد التي تتفاعل.. ولا بد من وجود من أعطى هذه المواد القابلية للتفاعل.. ووفر لها الشروط التي تحتاجها للتفاعل..

وهكذا لو كانت الحياة قد تطورت من مادة غير حية، فمن الذي طور هذه المادة؟.. إذ أي تطور لا بد له من مطوِّر.

قلت: هم يذكرون أن المادة هي التي طورت نفسها عبر ملايين السنين.

قال: إن هذا يستلزم أن الأدنى يتطور بنفسه إلى الأعلى.. والتطور الذاتي إلى الأكمل دون تدبير حكيم عليم قدير خالق، أمرٌ مستحيل عقلًا؛ إذ الناقص لا ينتج الكامل في خطةٍ ثابتة، وهو بمثابة إنتاج العدم للوجود.. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يلزم من هذا قبول تحول الناقص إلى الكامل بنفسه، وهذا نظير وجود الشيء من العدم الكلي المحض[1].

***

لم أدر ما أجيبه.. لكني ذهبت إلى بعض أصدقائي، وحدثتهم بما حصل لي مع الرجل، فلم يجيبوا عن إشكالاتي، وإنما علموني حيلا جديدة، وكأن مشكلتي لم تكن في عقلي الذي صار لا يستوعب الصدفة، أو يتقبلها، وإنما في الانتصار على أولئك الذين


[1] كواشف زيوف للشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني ص 331.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست