نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 74
قال: أنت ترى
الباحثين عندما يرون حادثة تتكرر بنفس النمط، فإن أول ما يستبعدونه هو الصدفة، ولهذا
يبحثون عن الأسباب الحقيقية للحادثة.. فالصدفة لا تکون أکثرية أو دائمية في الحدوث، بل
عشوائية، لا قصد فيها ولا ترتيب، ولا يمكن التنبؤ بها قبل حدوثها.
قلت: فهلا ضربت
لي مثالا على ذلك.
قال: لو أنك وجدت
حادثة من الحوادث تتكرر من حين لآخر في نفس المكان، وبنفس النمط، لا شك أنك
ستستبعد الصدفة، وتبحث عن سبب وراء ذلك، وهذا السبب ربما يكون خللاً ما في هذا
المكان، أو شخصًا معينًا يتسبب في ذلك.
قلت: ذلك صحيح.
قال: ومثل ذلك
ما لو رسب طلاب مدرسة معينة في امتحان معين دون باقي المدارس، لا شك أنك ستستبعد
الصدفة، وتبحث عن سبب وراء ذلك، ربما يكون خللاً في المنظومة التعليمية، أو إهمال
أُسَرِ الطلاب لأبنائهم.
قلت: ذلك صحيح..
وكل الدراسات الميدانية تنطلق من هذا لتصل إلى النتائج العلمية التي تعالج
المشكلة.
قال: وهكذا لو
أن شخصا كان يسكن في شقة وحيدًا، يذهب لعمله صباحًا ويأتي ليلاً، لكنه عندما عاد
في مرة من المرات وجد نافذة حجرة النوم مفتوحة، رغم أنه يغلق جميع نوافذ الشقة قبل
خروجه منها، فإنه يشك في البدء بكونه نسي، لكن إن تكرر هذا الأمر، فلا شك أنه
سيستبعد الصدفة، ويبحث عن سبب وراء ذلك، ويفكر في أن شخصًا ما يتسلل إلى شقته.
قلت: ذلك صحيح..
وربما أكون أنا ذلك الشخص، فقد حصل لي بعض ما ذكرت.
عندما قلت له
هذا، قرأ لي من القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا
تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات: 21]، ثم انصرف عني، وتركني لأفكاري التي صارت أقرب
ما تكون
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 74