responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 73

الممكن أن تنشأ الحياة من المادة صدفة عبر تلك المدة الطويلة.. وفي ظل وجود الكثير من الوقت فإن المستحيل يصبح ممكنًا.. والممكن يصبح من المحتمل.. والمحتمل قد يصبح مؤكدًا.. وما على المرء إلا الانتظار، والوقت نفسه ينفذ المعجزات.

ابتسم، وقال: إن هذا القول يستلزم أن المادة التي لا حياة فيها يمكن أن تعطي الحياة لغيرها، وهذا باطل مستحيل؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه.. فلا يعطي الشيء إلا من يملِكه ويملك أسبابه.. وبما أن المادة تفتقد الحياة، فكيف تهب الحياة لغيرها؟.. وبما أن الحياة شيء غير مادي، فكيف تكون ناتجة من شيء مادي؟

ألا ترى أن كلام هؤلاء يستلزم قبول تحول الناقص إلى الكامل بنفسه، وهذا لا يختلف عن دعوى وجود الشيء من العدم الكلي المحض[1].

قلت: ولكنك نسيت عنصر الزمن.. فله دوره الكبير في تحقيق المعجزات.

قال: الوقت عامل هدم لا عامل بناء.. فالكائنات من إنسان وحيوان ونبات وأسماك وطيور وحشرات كلها تهرَمُ وتموت بمرور الوقت.. والجمادات من بيوت وقصور تفسُدُ وتبلى بمرور الوقت.. وإذا تركت طعامًا أو لحمًا تجده يفسد بعد مدة معينة.. حتى النجوم فإنها بمرور الوقت تفقد وقودها من غاز الهيدروجين الذي يزودها بالطاقة.. أضِفْ إلى ذلك كله فإن الشيء الممكن قد يصير مستحيلاً بمرور الوقت.

لم أجد ما أرد عليه، فقد نفذ كل ما لقنني إياه أصدقائي من أسلحة المواجهة، ولما رأى صمتي، قال: أضف إلى ما ذكرت لك هذه القاعدة الذهبية التي تمسح عن عقلك كل فيروسات الصدفة.. إن [تكرار الحدث يقلل من احتمالية الصدفة]

قلت: ما تعني بذلك؟


[1] كواشف زيوف للشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني ص 446.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست