responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 92

وهل هناك جيران أفضل منهم أبقى معهم طول حياتي؟

وبالفعل بدأت حياتي معهم، لكن لا كأستاذ لهم، وإنما كتلميذ من تلاميذهم، وكان أول من التقيت به منهم بعد ذلك القرار شيخ كبير، سألته عن سر ذلك الجدار الذي يقف بين عقلي وقلبي وحقائق الوجود، فقال لي: ذلك هو الران.. وفي إمكانك أن تزيله بضربة قوية منك.. لتعود إلى إنسانيتك حقيقتها.. وإلى فطرتك صفاءها.

قلت: فما الران؟

قال: ذلك الذي ذكره الله تعالى، فقال: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُون﴾ (المطففين:14)، أي أن كسب الإنسان وعمله وحركة قلمه هي التي ملأت فطرته بقعا منحرفة حالت بينها وبين التعرف على الحق أو سلوكه.

قلت: كيف ذلك؟

قال: لقد فسر نبينا a كيفية حصول ذلك على مرآة القلب، فقال:(إن العبد إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب منها صقل قلبه، وإن زاد زادت، فذلك قول اللّه تعالى:﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾)[1]

قلت: أريد توضحا أكثر لذلك.

قال: إن أردت تمثيلا واقعيا لذلك، فهو ما نعرفه في الواقع من تأثير الإدمان على الجسد، بحيث لا يملك صاحبه دفع آثاره، فالمدمن هو الذي أقبل على ما أدمن عليه باختياره، ولكنه نتيجة للمبالغة فيه وصل إلى حالة المتحكم فيه بعد أن كان متحكما في نفسه.

ثم التفت إلي، وقال: وأنت يا بني منذ نشأتك الباكرة، وأنت تتملذ على مثل تلك الأفكار التي تألمت لها فطرتك، وانتكست لها طبيعتك.


[1] رواه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: حسن صحيح.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست