responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 93

قلت: فما الحل الذي تراه لعودة فطرتي إلى أصالتها؟

قال: باللجوء إليه وحده.. فهو الذي بيده قلبك وعقلك وكلك.

قال: كيف ألجأ إليه، وأنا لا أؤمن به؟

قال: خاطبه بتواضع وأدب ومحبة، وقل له: يا مدبر هذا الوجود.. أنا عبدك الضعيف بين يديك.. فإن كنت موجودا ومدبرا لأمري، فخلص قلبي من كل ما يحول بيني وبينك.. واملأ قلبي بالإيمان.

رحت أكتب ما يقول.. ثم أردده كل حين.. وأنا في غاية الخشوع والخضوع.. فما أسرع ما بدأت أشعر أن يدا حانية تمتد إلى فطرتي، فتمسح كل آثار الران التي علقت بها.. وما هي إلا أيام معدودة حتى دخلت رحاب الإيمان من غير أن أحتاج إلى أي برهان.. فالله وحده تولى تعريفي بنفسه بعد أن خلصني من كبريائي وغروري، ومسح على فطرتي كل آثار الانتكاسة التي حصلت لها.

***

بعد مضي عشر سنوات عدت إلى بلدي، وهناك التقيت بالذي أرسلني إلى تلك البلدة، بعد أن أنهى عمله، وأحيل إلى التقاعد، وقد عجبت إذ رأيته بغير الصورة التي كنت أراها، فقد سلم علي، وسألني عني، وكان في أثناء حديثه معي يذكر الله كل حين.. فسألته عن ذلك.. وكيف يمكن لملحد أن يذكر الله؟.. فابتسم، وقال: لا تذكرني بتلك الأيام.. فقد كنا نعيش موضة قديمة.. أما الموضة الحالية، فهي موضة الإيمان.. لقد عاد للإيمان وجوده في هذه البلاد بعد أن استعملت كل الأساطيل لحربة.

قلت: لكن كيف ذلك؟

قال: النهر قد يجف.. والأرض قد تشح.. لكن ذلك لن يدون طويلا.. فالله بكرمه ينزل الغيث كل حين، ليعيد للحياة جمالها وبهاءها.. ولا جمال ولا بهاء للحياة من دون الله.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست