responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 97

والحركة، فنصل بعدها إلى معنى الإنسانية المشهور بين الفلاسفة وهو [الحيوان الناطق]

لكنّا ـ في هذا البرهان ـ نتجاوز مثل هذه الحركة الفكرية التحليلية، لندخل مباشرة إلى أصل وجود الأشياء.. وهذا يتطلّب المزيد من التعميم.. أي يتطلب الاستمرار في الحركة الفكرية السابقة لننظر إلى ما هو مشترك عام بين جميع الكائنات..

وعند النظر في ذلك المشترك نجد أنه الوجود.. أو هو ذوات الماهيّات بمعزل عن ماهيّاتها.. وعند التأمل في هذا المشترك الذي يجمع بينها، وهو الوجود نجد أنه ـ بحسب الواقع والتصوّر ـ غير واجب لها، بل هو ممكن..

فعند تعقلّنا للإنسان أو لماهية الشجر مثلاً، لا يخطر ببالنا ضرورة أن يكون مصداق الإنسانية أو الشجرية موجودا، بل نستطيع أن نتعقله دون أن نلتزم وجوده.. وهذا معنى الإمكان الذي هو من لوازم الماهيات..

قلت: أتعني أن الإمكان يعني تساوي نسبة الوجود والعدم في عملية التعقّل.. وأن الممكن هو الشيء الذي إذا تصوّرناه لا يوصلنا تصوّره إلى ضرورة أن يكون موجودا، ولا أن يكون معدوما.

قال: أجل.. ذلك صحيح.. ونحن أمام هذه الظاهرة التي نتعقّلها في كلّ العالم ومكوّناته، ونتفق عليها، يتبّين لنا أنّ إمكان العالم وإمكان أيّ موجود هو دليل واضح على وجوب وجود خالقه وعلته.. أو بعبارة أخرى: إن هذه الظاهرة الكونية هي أكبر دليل على ضرورة كون وجود العلّة الخالقة أمرًا حتميًا وواجبًا، ولهذا يوصف الخالق الأول بأنه واجب الوجود.

التفت إلي، وقال: أرى أنك ـ باعتبارك فيلسوفا ـ لن تحتاج إلى جهد كبير لفهم هذا التقرير المبسط.. ذلك أنه لا يعتمد إلا على التعقّل.. وكلّ من تمكّن ذهنه من هذا التجريد، سيجد سهولة للوصول إلى النتيجة من غير أي مقدمات.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست