نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 98
قلت: في هذه
الحالة لن تحتاجوا إلى إثبات حدوث العالم..
قال: لن نحتاج
إلى أي شيء آخر.. فيكفي أن يكون العالم بكل تفاصيله ممكنا لنثبت افتقاره إلى صاحب
الوجود الحقيقي.. إن مثل ذلك مثل الظل.. فيكفي أن يكون ظلا حتى نثبت أن هناك ذاتا
تسببت في وجوده.. فيستحيل أن يكون الشيء ظلا من غير وجود ذات تسببت في ذلك.
***
التقيت بعدها
حكيما آخر، قال لي ـ وقد رآني مزمعا إلى السفر إلى بلادي ـ: هلم إلي أحكي لك عن
برهان الصديقين لتأخذه معك إلى قومك عساهم ينتفعوا به.
قلت: لقد سمعته
من بعضكم.. ويكفيني ذلك.
قال: لا..
الفيلسوف لا يكتفي بالتقرير والتقريرين.. فهو لا يخاطب العقل والعقلين.. ولذلك
اسمع من الجميع، فعسى أن تجد من التعابير ما يرفع عنك الحجب.
قلت: فهل لك
تقرير يرتبط به تريد أن تفيدني إياه.
قال: أجل.. فمن
كرم الضيافة أن تكرم الفلاسفة بما يغذي عقولهم بكل ألوان المقدمات، وبأجمل أصناف
النتائج، في أجمل صحون التقريرات.
قلت: ولم حرصت
على برهان الصديقين دون غيره من البراهين؟
قال: لأنني أحب
أن أكون من الصديقين.. ولأني لا أحب أن أضع بين عقلي وبين الله أي واسطة.. ولذلك
وجدت هذا البرهان أشرف الطرق لمعرفة الله تعالى، لأنه يعتمد منذ خطواته الأولى على
حقيقة واجب الوجود، في حين تبدأ البراهين الأخرى من المخلوقات وتجعلها واسطة
لإثبات وجود الله، والمخلوقات مشوبة بالعدم والنقص.. بالإضافة إلى ذلك وجدته أبسط
البراهين وأسهلها.. بالإضافة إلى ذلك وجدت أنه البرهان الوحيد الذي يكفي لإثبات
ذات الحق، وتوحيد الذات، ومعرفة صفات الحق، وتوحيد الصفات، ومعرفة
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 98