نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 137
أن أصرح لكم بما صرح به سميي من أن الماء ليس
هو المادة العجيبة الوحيدة.. (فهنالك ما لا يحصى من المواد ذات الخواص المذهلة
التي لا تستطيع عقولنا أو إدراكنا المتواضع، إلا أن تقف مشدوهة أمامها.. وإنني أجد
شخصيا أن تفسير هذه الظواهر والعجائب بنسبتها إلى قدرة إله حكيم خبير وتصميم خالق
علوي، يعد تفسيرا مرضيا للنفوس ومقنعا للعقول.. انني أرى في كل ظاهرة من هذه
الظواهر أكثر من مجرد الخلق والتدبير المجرد عن العاطفة، إنني ألمس فوق ذلك كله
محبة الخالق لخلقه واهتمامه بأمورهم)
***
ما انتهى توماس من حديثه حتى قام بعض العلماء، وقال: شكرا جزيلا صديقنا العزيز [توماس]، والشكر الجزيل كذلك لسميك [توماس دافيدباركس] على هذه الدعوة
للتأمل.
وأحب أن أخبركم أنني مررت بالكثير من أنواع
التأملات التي ذكرها توماس.. وكان كل واحد منها كاف لهدايتي.. لكني كنت أعرض عنها
بكبري وغروري وحرصي على مصالحي.
وأنا الآن أشهد بين أيديكم بأني قد تخلصت من
كل تلك الحجب لأنضم إلى الفريق المؤمن من العلماء.. وأولهم سميي [ميربت ستانلي
كونجدن] ذلك الفيلسوف والعالم الطبيعي والأخصائي في الفيزياء وعلم النفس وفلسفة
العلوم وغيرها..
والذي نقل في بعض مقالاته تجربته التأملية
الشخصية التي قادته إلى الإيمان، فذكر أنه رأى شجيرة ورد جميلة مزهرة نمت على جانب
طريق منعزلة في بنسلفانيا.. وعندما مر بالمكان بعد فترة من الزمن، رأى بجوار
الشجيرة أنقاض كوخ صغير متهدم، وقد غطته الأعشاب وبعض البقايا النباتية.. وكانت
أقرب المساكن تبعد عن هذا المكان بما لا يقل عن نصف ميل.
لا شك أننا جميعا نمر بمثل هذه التجربة، ونرى
جميع هذه المشاهد.. ولكنها لا تفعل
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 137