نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 138
في نفوسنا شيئا.. لكن سميي [ميربت] راح
يتأمل فيها ليهتدي بشجيرة الورد إلى الله.
لقد قال معبرا عن ذلك: (لقد استبعدت من خاطري
أن تكون هذه الشجرة قد نمت بجوار الكوخ بمحض المصادفة من بذرة حملتها الريح أو
الماء أو بعض الحيوانات الأخرى، أو من جزيء من ساق الورد قذفت به الأقدار إلى هذا المكان..
لقد أدركت بالبداهة أنه لابد أن تكون هذه الشجيرة قد زرعها إنسان لينتفع بها
بجوار ذلك الكوخ، ومع أنني لم أر هذه الشجيرة عند زراعتها، وليس لدي مرجع أستدل به
على تاريخها فإنني لم أشك في أنها قد زرعت في مكانها وتحت ظروفها بوساطة الانسان)
التفت لزميله هولباخ، وقال: قد نستبعد في
بادئ الأمر استخدام هذا النوع من المنطق أو التفكير في ميادين العلوم.. لكننا سوف
تصدمنا الحقيقة، وهي أن هذا الأسلوب من أساليب الاستدلال هو الأسلوب الوحيد الذي
قام عليه علم من أقدم العلوم الطبيعية، ألا وهو الفلك.
فنحن لا نستطيع أن نخضع المجرات والنجوم
والسيارات في أفلاكها لحكم التجربة، كما أننا لا نستطيع أن نتخلص من آثار الأشعة
الكونية التي تفصل بيننا وبين هذه الأجرام السماوية عند دراستها، بل لا نستطيع أن
نعدل ما يطرأ على الموجات الضوئية والصوتية المنبعثة من هذه الأجرام من تغيرات
بسبب المسافات الشاسعة التي تفصل بيننا وبينها.
ومع كل ذلك فإن هذه الظروف لم تحل بيننا وبين
دراسة هذه الكوكب والنجوم في سمواتها، والاستفادة من النظريات والقوانين التي
وصلنا اليها في دراسات أخرى مشابهة في ميادين العلوم.
لقد وصلنا بفضل كل ذلك إلى كثير من المعلومات
والحقائق عن هذه العوالم التي لا نستطيع أن نراها إلا من بعد، ولا نستطيع أن
نمحصها إلا تحت ظروف صعبة معقدة.
التفت لزميل آخر له، وقال: أنت مختص في الذرة،
ولاشك أن لك الكثير من
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 138