نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 155
صاحبها الحقيقي.
طلب منه أن يفصل أكثر، فقال: أنتم ترون أنني لست
جهازا آليا، وتفكيري يذهب إلى أبعد ما يمكن أن يذهب إليه أي عقل من العقول الآلية..
فالعقل الآلي الحديث وظيفته تطبيق قاعدة معينة أو إيجاد علاقة معينة تبعا لأصول
محددة مرسومة، أما عملية التفكير فتختلف عن ذلك اختلافا بينا، فهي تستطيع أن تتقيد
بالقواعد، كما تستطيع أن تتغافلها.
التفت لزملائه من العلماء، وقال: أنتم تعلمون
أن التفكير يتضمن استخدام المنطق، والقدرة على الحكم.. كما يتضمن تذوق الجمال
والاستمتاع بالموسيقى والمرح وتقدير الفكاهات والطرائف..كما يستطيع أن يقرر صحة أحد
البراهين أو خطأها.. كما أنه هو الذي يبدأ المناقشة في أمر هذه البراهين ويوجهها..
وهو الذي يستطيع أن يخترع النظريات الرياضية الجديدة ويقيم الدليل على صحتها.. وهو
الذي يتضمن القدرة على تحليل النفس ونقدها.
تقدم من بعض أصدقائه من العلماء، وقال: أعلم
مدى عبقريتك في الذكاء الاصطناعي.. وأنا أعلم أنك يمكن أن تصمم آلة تلعب الشطرنج
كما أخبرتني بذلك.. ولكن هل يمكن لهذه الآلة أن تسعد بما تحققه من نجاح، أو تشمت
في خسارة اللاعب الآخر، أو تحزن على ما وقعت فيه من الأخطاء.. نعم اختراعك فكرة
رائعة.. ولكن لا يمكن مقارنته بالفكر الإنساني الذي لا يمكن مقارنته بجميع آلات
الدنيا مجتمعة.
تقدم من زميل آخر له، وقال: أنت عالم نفسي،
ولاشك أنك الآن تقوم بتحليل تصرفاتي، وتحاول أن تستنتج منها نوع شخصيتي.. ولكن هل
يمكن أن تعتبر الإيمان بالله خللا نفسيا كما يذكر بعض أصدقائنا؟.. هل يمكن أن يكون
الإيمان بالله مجرد تعبير عن بعض الرغبات المكبوتة؟.. هل يمكن أن يكون اعترافي
بالحقيقة لا يقوم على المنطق، وأنني أؤمن لأنني أخشى ألا أكون مؤمنا؟
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 155