responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 162

كنت أتستر عليه أن الفيزياء اليوم، هي وما ارتبط بها من علوم تحاول تفسير الكون أو الحياة، لم تبق لها تلك الصفة العلمية التجريبية المطلقة، بل راحت تتدخل فيما لا يعنيها، لا باستعمال المناهج العلمية، وإنما باستعمال الخيال والتخمين، مما جعل السمة الميتافيزيقية بادية عليها، وهو الأمر الذي ولّد نظاماً جديداً يُطلق عليه [النظام التخميني الميتافيزيائي]

قال بيتر: إن ما تقوله خطير.. فلماذا تطرح أمثال تلك النظريات باعتبارها نظريات علمية، لم لا تطرح باعتبارها رؤى فلسفية؟.. أليس في ذلك تلبيسا على الناس؟

قال الفيلسوف: عندما نستقرئ الواقع الفيزيائي الحديث نجد نزعتين واضحتين.. إحداهما تجريبية تقوم على عنصرين في فهم العلاقات الكونية، هما: الملاحظة والتجربة من جهة، وبناء القوانين والنظريات القابلة للاختبار والفحص من جهة ثانية.. أما النزعة الأخرى فتحمل أبعاداً ميتافيزيقية.

قال بيتر: هل يعني هذا أن هناك نظريات فيزيائية لا يملك أصحابها أي دليل علمي عليها سوى رؤيتهم الفلسفية؟

قال الفيلسوف: أجل.. فقد مال الفيزيائيون إلى طرح أفكار مجردة وبعيدة وخطيرة دون أن يملكوا عليها دليلاً واحدا؛ ولم يكن لهم من حجة في قبولها سوى عدم اصطدامها مع قوانين الفيزياء..

قال بيتر: ولكن هل تقبل مثل هذه النظريات التي لم تثبت من الناحية العلمية؟

قال الفيلسوف: أجل.. هي مقبولة ومرحب بها لدى الاوساط العلمية، رغم أنه من الصعب اختبارها.. ولذلك أصبح من الصعب التفريق بين العلم والفلسفة من هذه الناحية، إذ صار العلم كالفلسفة غير قابل للاختبار.

قال بيتر: لكن كيف يكون ذلك، مع أنني أعلم أن الفلاسفة خلال مطلع القرن العشرين كانوا يكدحون ليحاكوا علماء الطبيعة، ويجعلوا نظرياتهم دقيقة كتلك التي يُعتمد عليها في

نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست