نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 201
إلى جانب 3.6 بالمائة من الغازات الكونية.
ولكن هل سألت نفسك يوما عن المبدع الذي أبدعها، والصانع
الحكيم الذي صنعها، وكيفية تدبيرها حتى ينسجم الكون ويمتلئ بالدقة والنظام.
ألم تتساءل عن قدراتنا العقلية التي وقفت عاجزة أمام هذه
الصنعة الباهرة، حتى اعتبرتها غرائب وألغازا.. ثم هي بعد ذلك تتطاول لتنكر الله،
أو تتحدى المؤمنين في أن يصوروا له صورة حتى يؤمنوا به؟
أليس هذا غرورا وكبرياء لا يليق بالعالم، ولا بالباحث عن
الحقيقة المجردة عن كل هوى؟.. وإلا فإن الذي عجز عن معرفة الكون وقوانينه وتفاصيله،
كيف يتطلع إلى معرفة حقيقة المكون.. إن ذلك هو الغرور بعينه..
ثم تقدم من زميل آخر له، وقال: أنت أيضا صديقي العزيز كنت
أراك كل حين مغرما بالبحث في المفارقات أو التناقضات التي تفرزها القوانين
الفيزيائية.. مثل المفارقات بين قانون نيوتن وقوانين كلارك ماكسويل.. فالأول يرى
أن أن الركض خلف شعاع الضوء بسرعة قد يلحق بشعاع الضوء إذا بلغت سرعته.. والثاني
يرى أن ذلك ممتنع بل مستحيل، بل إن أينشتاين أكد استحالة التنقل بسرعة الضوء.
لقد كنت تذكر لي كل حين أنك وجدت حلا لهذه المفارقة، وهي أننا
ينبغي أن نعتمد مبدأ تنوع سرعات الضوء، وليس سرعة واحدة ثابتة ومطلقة كما قال أينشتاين،
إذ قد تكون هذه السرعة، وهي 300000 كلم في الثانية، التي قسناها وتأكدنا من صحتها،
صالحة داخل كوننا المرئي فقط، أو ربما داخل مجرتنا درب التبانة فحسب،وتكون مختلفة
خارجها.
تقدم من عالم آخر، وقال: أنا أعلم أنك من المهتمين بالزمكان
الأينشتايني، ومن المعجبين بقدرة أينشتاين على دمج الزمان بالمكان في وحدة متداخلة
واحدة، واعتبارها البنية الأساسية للكون المرئي.. ومع ذلك فإن العلم يعجز عن معرفة
الماهية الحقيقية لهذا
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 201