نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 212
صفات الفرد المشتقة من هذه البويضة؟.. وكيف تنتظم الخلايا في جماعات من تلقاء نفسها، مثل الأنسجة والأعضاء؟ فهي كالنمل والنحل تعرف مقدماً الدور الذي قدر لها أن تلعبه في حياة المجموع وتساعدها العمليات الميكانيكية الخفية على بناء جسم بسيط ومعقد في الوقت ذاته؟
لم أجد بما أجيبه، فراح يسألني: هل تعرف
ما هي طبيعة تكويننا النفساني والفسيولوجي؟
أردت أن أجيبه، فقال: أنت تريد أن تذكر
لي أننا مركب من الأنسجة والأعضاء، والسوائل، والشعور .. ولكن هل تعرف العلاقات
بين الشعور والمخ.. أم أنها لا تزال لغزاً؟
لم أستطع أن أجيبه، فقال: إننا ـ على الرغم من كل ذلك التيه الذي نتيه به ـ مازلنا بحاجة إلى معلومات كاملة تقريباً عن فسيولوجية الخلايا العصبية.. إلى أي مدى تؤثر الإرادة في الجسم؟.. وكيف يتأثر العقل بحالة الأعضاء؟.. وعلى أي وجه تستطيع الخصائص العضوية والعقلية، التي
يرثها كل فرد، أن تتغير بواسطة طريقة الحياة، والمواد الكيماوية الموجودة في
الطعام، والمناخ، والنظم النفسية والأدبية؟
أردت أن أتحدث، فقاطعني،
وقال: إننا ما زلنا بعيدين جداً من معرفة ماهية العلاقات الموجودة بين الهيكل العظمي والعضلات والأعضاء، ووجوه النشاط العقلي والروحي.. وما زلنا
نجهل العوامل التي تحدث التوازن العصبي، ومقاومة التعب، والكفاح ضد الأمراض.. إننا لا نعرف كيف يمكن أن يزداد الإحساس الأدبي، وقوة الحكم، والجرأة.. ولا ما هي الأهمية النسبية للنشاط العقلي الأدبي. كذا النشاط الديني.. أي شكل من أشكال النشاط مسؤول عن تبادل الشعور أو الخواطر؟.. لا شك مطلقاً في أن عوامل فسيولوجية وعقلية معينة هي التي تقرر السعادة أو التعاسة. النجاح أو الفشل..
ولكننا لا نعرف ما هي هذه العوامل؟
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 212