responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 211

والابتكارات التي هزت الدنيا وغيرت محتواها، حتى وصل الإنسان مبلغا لم يكتف فيه بالوصول إلى الغاية الكبرى في الأرض، لكنه أراد أن يبلغ بعلمه وفكره ورؤيته إلى كواكب أخرى، مع كل ذلك فشلت في تحقيق الأمن والطمأنينة والسعادة للإنسان في حياته.

أتذكر أيضا أنني في ريعان شبابي عندما ذهبت إليه بعد أن أجريت بعض التجارب الناجحة، وقد وصل بي الغرور حينها إلى أن توهمت أنني يمكنني أن أضع كل شيء في قنينة اختبار.. لكنه بدل أن يهنئني على نجاحي راح يدعوني إلى الكف عن غروري، ويخبرني أن الحقائق أعظم من أن تختصر في تلك المناهج.. وأخبرني أن كبرياءنا الذي جعلنا نتوهم أننا نستطيع أن نختبر كل شيء يصطدم بأول عقبة، وهي أنفسنا.. فنحن الذين نريد أن نعطي تصورات كاملة للكون من خلال معاملنا البسيطة نجهل أنفسنا التي بين جنبينا.

لا أزال أذكر من أقواله حينها قوله لي: بالرغم من أننا نملك كنزاً من الملاحظة التي كدسها العلماء والفلاسفة والشعراء وكبار العلماء الروحانيين في جميع الأزمان، فإننا استطعنا أن نفهم جوانب معينة فقط من أنفسنا.. إننا لا نفهم الإنسان ككل.. إننا نعرفه على أنه مكون من أجزاء مختلفة. وحتى هذه الأجزاء ابتدعتها وسائلنا.. فكل واحد منا مكون من موكب من الأشباح، تسير في وسطها حقيقة مجهولة.

سألته عما يعني بقوله هذا، فقال لي، وهو ممتلئ بالأسف والحزن: إن جهلنا مطبق.. فأغلب الأسئلة التي يلقيها على أنفسهم أولئك الذين يدرسون الجنس البشري تظل بلا جواب، لأن هناك مناطق غير محدودة في دنيانا الباطنية ما زالت غير معروفة.. فنحن لا نعرف حتى الآن الإجابة على أسئلة كثيرة.

سألته حينها أن يضرب لي أمثلة على ذلك.. فقال لي: أنت الذي تدعي أنك يمكنك أن تختبر كل شيء .. هل تعرف كيف تتحد جزئيات المواد الكيماوية لكي تكون المركب والأعضاء المؤقتة للخلية؟.. وكيف تقر وحدات الوراثة الموجودة في نواة البويضة الملقحة

نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست