responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 33

المبدع لكل شيء، فإنه ما احتقر شيئا من خلقه.. بل تعامل مع كل مخلوقة بحسب طبيعته وحاجته، كما قال تعالى: ﴿ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ [طه: 50]

قام أحد العلماء، وقال: أرى من المغالطات التي ذكرتها دعوتك للاكتفاء بنسبة الأمور لله، وعدم الحاجة للبحث في الأسباب.

قال الرجل: ربما فهمتني خطأ سيادة البروفيسور، فأنا لم أقل هذا، وإنما ذكرت أن الاعتقاد بوجود الله، وكونه مسبب الأسباب لا يعني الاستغناء عن الأسباب الطبيعية، أو التمرّد على شيء من حقائق العلم الصحيح، وإنّما هو اعتقاد بأن الله هو المسبب لهذه الأسباب الطبيعية، ويحتّم على تسلسل العلل والأسباب أن يتصاعد إلى قوّة فوق الطبيعة وفوق الكون.. وحتى لو سلمنا جدلا أن العلم وصل إلى معرفة كل الأسباب الطبيعية، فهذا لا ينفي وجود الخالق، بل هذه الأسباب الطبيعية دالة على موجد لها، فكل سبب له مسبب، وهو الله عز وجل.

ومثل ذلك ما لو اخترع الإنسان حاسوبا ضخما استطاع أن يصنع آلات بديعة.. تقوم هي الأخرى بصناعة آلات أخرى.. وهكذا فإن هذا التسلسل لن ينفي دور الإنسان.. بل يبقى الإنسان هو المبدع الأول لتلك الآلات جميعا.

ولهذا فلو أن شخصا سئل عن المنتج الأخير، ومن صنعه، وقال: الإنسان هو الذي صنعه لكان صادقا، لأن الإنسان هو الذي صنع من صنع تلك المصنوعات.

***

لم يجد العلماء ما يقولون، لكن أحدهم خاف من أن يخرج الحديث عن مساره المخطط له، فقال: أرى أن نعود إلى موضوعنا.. فهل عندكم أسئلة أخرى.

قام أحدهم، وقال: أرى أن المسألة المطروحة حول قدم العالم مسألة فلسفية لا علاقة لها بالفيزياء، ولا بالفلك، ولا بغيرهما من العلوم، ولهذا نرجو من الفلاسفة الذين شرفونا

نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست