responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 32

إليها هذا الكشف خليقة بأن تعزيه عن المرتبة التي وضعت فيها الأرض، لأنها تبصره بعظمته في كل ضآلة القاعدة التي يقيس منها النجوم.. فعليه أن يصون بعناية نتائج هذه العلوم السامية التي هي بهجة للكائنات المفكرة، وأن يوسع رقعتها. وقد أدت تلك العلوم خدمات جلية للملاحة والجغرافيا، ولكن بركتها الكبرى هي تبديد المخاوف التي سببتها الظاهر الفلكية والقضاء على الأخطاء المنبعثة من الجهل بعلاقتنا الصحيحة بالطبيعة وتلك أخطاء ومخاوف ستنبعث من جديد إذا قدر لمشعل العلم يوماً ما أن ينطفئ)

قام بعض الحاضرين، وقال: المتأمل في كلامه يجد أن كل ما ذكره أو أكثره لا يتعارض مع الإيمان بالله.. فما ذكره من تبديد العلم للمخاوف التي لا مبرر لها من الظواهر الكونية صحيح.. وقد أشار كتابنا المقدس إلى الكثير من تلك الظواهر باعتبارها من تصريفات الله وتدبيراته لخلقه.

ومثل ذلك ذكره لضخامة الكون واتساعه، فهو صحيح.. بل إن ما ثبت بعده أكبر بكثير مما ثبت له.. وما لم يثبت بعد أكبر بكثير مما ثبت.. وكل ذلك يدل على عظمه الله تعالى خالق هذ الكون ومبدعه.

وأما ما ذكره من تسخير الكون للإنسان، فهو ما يدل على عناية الله بعباده.. ويدل كذلك على انتفاء الصدفة.. لأن الصدفة عشوائية، وليست غائية..

وهكذا، فإن أكثر ما ذكره صحيح إلا احتقاره للإنسان أو للأرض، فإن الله ما احتقر شيئا من خلقه، حتى البعوضة، فقد قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ﴾ [البقرة: 26]

وهذا معروف بالبداهة، ولكل الناس، فهل وجدتم رساما يحتقر صورة من صوره.. أو شاعرا يحتقر قصيدة من قصائده، حتى لو كانت قصيدة صغيرة.. وهكذا الله العظيم

نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست