responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 36

غير المتاحة)

قال الرجل: ألا ترى أن القول بأزلية العالم وسرمديته ـ بحسب ما شرحت ـ يخالف القانون الثاني للديناميكا الحرارية.. ذلك أن هذا القانون ـ كما شرحت ـ يرى أن الكون يتجه نحو الموت الحراري عندما تتساوى حرارة جميع الأجرام والجسيمات.. وبذلك فهو يتجه نحو التفكك والهدم والبرودة أو نحو الموت الحراري.. بينما الحقيقة الواقعية التي نراها هي أن الكون يتجه نحو التعقيد، ونحو البناء والتطور.

قال رجل آخر من أهل البلدة: صدقت.. فبناء على هذا الكشف العلمي الهام الذي تفضل حضرة البروفيسور الكبير بشرحه فإن (عدم كفاءة عمل الكون) يزداد يوما بعد يوم، ولا بد من وقت تتساوى فيه حرارة جميع الموجودات، وحينذاك لا تبقى أية طاقة مفيدة، وسيترتب على ذلك أن تنتهي العمليات الكيماوية والطبيعية، وتنتهي تلقائيا مع هذه النتيجة (الحياة)

قال آخر: صدقتما.. فلهذا القانون صيغ عديدة تعبّر عن حقيقته رغم أنّه متعلّق في الأصل بالانتقال الحراري، ومن أهمّها أنّ الكون ينحو إلى الفوضى بعد الانتظام، وأنّ النُظُم تتحوّل من السلوك المنتظم إلى السلوك العشوائي.. ومن لوازم هذا القانون أنّ الكون يتّجه إلى فقد طاقته، ويتحوّل بصورة عفوية من الحرارة إلى البرودة، ومن النظام إلى الفوضى، فكلّ شيء يتحوّل من الأعلى إلى الأدنى. إنّه بعبارة عامة، قانون الفساد في الكون، وهو الحقيقة الكبرى التي ألزمت (أينشتاين) أن يقول بكلّ ثقة إنه لا يمكن أن يتمّ إبطاله في يوم ما.

لقد عبر الفيزيائي (بول ديفيس) عن ذلك، فقال: (اليوم، نحن نعلم أنه لا يمكن لنجم أن يستمر في الاحتراق إلى الأبد؛ إذ لا بدّ أن ينفد وقوده.. وهذا يفيد في توضيح مبدأ عام جدًا: مفهوم الكون الأزلي يتعارض مع استمرار وجود العمليات الفيزيائية التي لا رجعة

نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست