نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 37
فيها. إذا كان بإمكان النظم الفيزيائية أن
تخضع لتغييرات لا رجعة فيها بمعدل محدود، فهي إذن ستنتهي من تلك التغييرات في زمن
لانهائي مضى)
ويضيف (ديفيس) معلّقًا على دلالة (الانفجار
العظيم) على أنّ الكون له بداية: (ثمّة خيوط لأدلّة عديدة تدعم هذه النظرية المذهلة، وسواء قبلنا كافّة التفاصيل أم لم
نقبل، فالفرضيات الأساسية ـ بوجود نوع من خلق ما ـ
تبدو قاهرة من وجهة نظر العلم، ويعود الفضل ـ مباشرة ـ إلى مجموعة كبيرة من البراهين، تعود إلى أحد أكثر قوانين الفيزياء شهرة، ذلك المعروف بالقانون الثاني للديناميكا الحرارية، ويوضح هذا
القانون ـ بالمعنى العام ـ أنّ الكون يصبح ـ يومًا بعد يوم
ـ أكثر اضطرابًا، فثمّة نوع من الانحدار التدريجي والعنيد ينزع إلى الفوضى، والأمثلة على صحة القانون الثاني واضحة للعيان، ففي كلّ مكان: بنايات تنهار، بشر يتقدّمون في العمر، جبال وسواحل تتآكل، وموارد الطبيعة تنضب..
وقد أثبتت تجارب دقيقة عديدة أنّ الكميّة الكليّة للاضطراب في نظام ما لا تنخفض أبدًا، وإذا كان النظام معزولًا عن محيطه، فأيّ تغييرات تحدث داخله سوف ترفع الأنتروبي، أي الاضطراب، بحدّة بالغة حتى لا يمكنه بعدها الوصول إلى أعلى، وحينها لن
يحدث المزيد من التغيير؛ إذ يكون النظام قد وصل إلى حال توازن الديناميكا الحرارية)
قال آخر: صدقتم.. فبما أن العمليات الكيماوية
والطبيعية جارية، ونراها بأعيننا، فإن هذا يثبت قطعا أن الكون ليس بأزلي.. إذ لو
كان الكون كذلك لكان من اللازم أن يفقد طاقته منذ زمن بعيد، بناء على هذا القانون،
ولما بقي في الكون بصيص من الحياة..
وليسمح لي حضرة البروفيسور، وحضرات الأساتذة
الكبار أن أذكر لهم قول بعض العلماء في هذا المجال، فقد قال الأستاذ (ادوارد لوثر
كسيل): (وهكذا اثبتت البحوث العلمية دون قصد ان لهذا الكون (بداية) فاثبتت تلقائيا
وجود الاله، لان كل شيء ذي بداية لا يمكن ان يبتديء بذاته، ولا بد ان يحتاج إلى
المحرك الاول الخالق الاله)
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 37