نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 38
وقال السير جيمس: (تؤمن العلوم الحديثة بأن
(عملية تغير الحرارة) سوف تستمر حتى تنتهي طاقاتها كلية، ولم تصل هذه العملية حتى
الآن إلى آخر درجاتها، لأنه لو حدث شيء مثل هذا لما كنا الآن موجودين على ظهر الأرض،
حتى نفكر فيها.. إن هذه العملية تتقدم بسرعة مع الزمن.. ومن ثم لابد لها من بداية،
ولا بد أنه قد حدثت عملية في الكون، يمكن أن نسميها [خلقا] في وقت ما حيث لا يمكن أن
يكون هذا الكون أزليا)
قال آخر: لقد عبر [إدوار لوزكيل] عن مدى
دلالة هذا القانون على حدوث الكون، وأن له بداية، فقال: (قد يعتقد بعضهم أن هذا الكون هو خالق نفسه، وعلى حين يرى البعض الآخر
أن الاعتقاد بأزلية هذا الكون ليس أصعب من الاعتقاد بوجود إله أزلي، ولكن القانون
الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية يثبت خطأ هذا الرأي، أي أزلية الكون،
فالعلوم تثبت بكل وضوح أن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزليا، فهناك انتقال حراري
مستمر من الأجسام الحارة إلى الأجسام الباردة، ولا يمكن أن يحدث العكس بقوة ذاتية،
ومعنى ذلك أن الكون يتجه إلى درجة تتساوى فيها حرارة جميع الأجسام، وينضب منها معين
الطاقة، ويومئذ لن تكون هناك عمليات كيماوية أو طبيعية، ولن يكون هنالك أثر للحياة
نفسها في هذا الكون، لذلك فإننا نستنج أن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزلياً، وإلا
لاستهلكت طاقته منذ زمن بعيد، وتوقف كل نشاط في الوجود)
ثم عقب على ذلك بالنتيجة التي تؤدي إليها هذه
المقدمات بقوله: (وهكذا توصلت العلوم دون قصد إلى أن لهذا الكون بداية، وهي بذلك
تثبت وجود الله، وما كان له بداية لا يمكن أن يكون قد بدأ بنفسه، ولا بد له من
مبديء أو من محرك أول، أو من خالق)
قال آخر: ومثله استدل [فرانك الان] عالم
الطبيعة البيولوجية على عدم أزلية الكون بنفس القانون، فقال: (كثيراً ما يقال إن هذا الكون المادي لا يحتاج إلى خالق، ولكننا إذا
سلمنا بأن هذا الكون موجود فكيف وجوده ونشأته؟. هنالك أربعة احتمالات للإجابة على
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 38