نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 45
وأنا لا أشكل في أنه دخل في القسم الثاني
الكثير من الخرافات والأساطير والدجل، ولكن الإشكال هو في تسميه الأول بالعلم مع
كونه هو أيضا لم يخلو من الخيال والتخمين والحدس وكل ما لا يمت للعلم بصلة.
وطبعا ليس هدفي من حديثي هذا أن أثبت كل ما
يتعلق بهذا، وإنما أريد أن أشير إلى مسألة خطيرة لبست لباس العلم، وهو منها براء،
وهي تلك النظريات الكثيرة التي نشأت عقب نظرية الانفجار العظيم، لتحاول تفسيره
تفسيرا لا يحتاج معه إلى إله.
فالمفاجأة الكبرى[1]
التي قد تصدم الكثير منكم، وخاصة ممن ليس لهم اهتمام بمتابعة الآراء الرائجة
والسائدة عند علماء الكون هي أن (الإلحاد الجديد) اختار مخالفة العلم مخالفة
صريحة، وقرّر أن يبني نظرته للكون على غير ما تقرّره اكتشافات الهيئات العلمية
الكبرى التي يدعونا الملاحدة دائمًا إلى أن نسلّم لها، ونعتبر قولها هو القول
الفصل.
أنتم تعلمون إن الإلحاد عاش وانتعش في ظلّ
تصوّر فلسفي لأزليّة المادة.. ونتيجة لذلك بُني علم الكون على هذا المبدأ.. وقد
كان عليه أن يغيّر وجهته، ويقرّ أنّه فقد مبرره العلمي مع تطوّر معارف الإنسان،
لكن المفاجأة التي شهدها الميدان العلمي في القرن العشرين، هي أنّ بداية الكشف عن
حقيقة خلق الكون، وكونه له بداية، وُوجهت بالعناد والاستكبار في البداية، ثم تطوّر
الأمر إلى محاولة القفز فوق دلالاتها الدينية اليقينية.
لقد صرح بذلك (أرثر إدنجتن) عالم الكون
والرياضيات البريطاني المادي الذي اهتزّ لهذا الكشف وقال: (إنّ أصل الكون هو فسلفيًا أمر بغيض.. ويبدو أنّ البداية تقدّم صعوبات لا تُقهر إلّا إذا اتفقنا أن ننظر إليها بصراحة تامة كأمر فوق طبيعي)
[1]
استفدنا في هذا
المبحث من مقال علمي مهم جدا بعنوان: خلق الزمان في ميزان العلم، د. سامي
العامري.. وقد استغنينا عن ذكر التوثيقات الكثيرة فيه، بناء على كونها جميعا مراجع
أجنبية متخصصة لا تهم القارئ العادي، ولهذا من شاء الرجوع لتوثيق النصوص، فيمكنه
أن يرجع للمقال.
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 45