نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 50
والدليل هو الذي يقنع حتى غير العقلاء. لم يعد بإمكان علماء الكون، بعد أن قامت الآن الأدلة، أن يتخفوا وراء
إمكانية وجود كون أزلي. لم يعد هناك مهرب، عليهم أن يواجهوا مشكلة البداية الكونية)
وهم يتناسون أيضا (القانون الثاني للديناميكا
الحرارية) الذي له مكانة خاصة بين القوانين الكونية التي كشفها العلماء، حتى اعتبره
عالم الكون (إدنجتون) القانون الأول لكل العلوم، وإن أية نظرية علمية تتعارض مع
هذا القانون لا تملك أملا في البقاء، وإنها ستنهار ضرورة.
التفت لزملائه من العلماء، وقال: لست أدري ما
أقول لكم، فأنتم أدرى مني بكل كلمة قلتها.. ولا أحتاج أن أوثق لكم أي نصي، فأنتم
تعلمون مصادري بدقة.. ولا أملك في الأخير إلا أن أذكركم بما قاله سميي [جوهانس
كبلر]، فقد قال: (كنت أنوي أن أصبح لاهوتيا ... لكني أرى الآن أن الله تمجد أيضا
من خلال نشاطي في مجال علم الفلك، ذلك لأن السماوات تحدث بمجد الله)
***
جلس [جوهانس]،
فقام عالم آخر، وقال: شكرا جزيلا صديقنا العزيز [جوهانس] على المعلومات القيمة
التي أدليت بها.. ونشكرك أكثر على النصيحة الغالية التي نصحتنا بها.. وأنا لا أملك
في هذا المقام إلا أن ألتزم بها، فقد ألزمتنا الحجة، ولهذا فأنا [أنطوني]
سمي [أنطوني فلو] ذلك الفيلسوف والعالم الذي عاش فترة طويلة من حياته في الإلحاد،
حتى أنه اشتهر بكونه فيلسوف الإلحاد، لكونه ظل ما يقارب ستين عاماً يدافع عن الفكر
الإلحادي في جامعات أكسفورد وأبيردين وكيلي وريدينغ وفي كثيرمن الجامعات الأمريكيه
والكنديه التي قام بها بزيارتها، مستخدما لذلك كل الوسائل من مناظرات وكتب ومقالات
وغيرها.
لكنه لم يجد في
الأخير ملاذا إلا في الإيمان، فكتب كتابه الذي ينتقد فيه نفسه، وسماه [للكون
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 50