نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 49
وقد عبر بعضهم عن هذا، فقال: (اعتقد علماء الكون أن عليهم الالتفاف وراء المشكلة.. لقد حاولوا على مر السنوات الماضية إثبات عدة نماذج مختلفة للكون تتفادى الحاجة
إلى بداية، مع الاستمرار في اشتراط انفجار عظيم.. يبدو الآن من المؤكد أن الكون
كانت له بداية)
ضحك بصوت عال، ثم قال: أذكر من تلك الحيل الغريبة
تساؤلهم الدائم الذي لا معنى له، والذي يقول (ماذا لو ثبت بطلان نظرية الانفجار
العظيم؟)، مع العلم أنهم هم أنفسهم ينتصرون للكثير من النظريات العلمية التي لم
تثبت مثل نظرية التطور لكونها تخدم إلحادهم، أو تبرره.. ولم يسألوا أبدا ماذا لو
لم تثبت، مع أنها لم تثبت؟
ولهذا نراهم في جدلهم مع المؤمنين يقولون: (لا
يمكن أن يستدل بـ [نظرية الانفجار العظيم] للقول بأن الكون مخلوق، فهي لا تعدو
كونها نظرية، أي أمر لم يثبت، وإنما مجرد افتراض.. ولو ثبت بطلان هذه النظرية فسيفقد المؤمنون بالله دليلهم العلمي الوحيد على وجود الله، ليرجع الأمر إلى ما كان عليه سابقا من دلالة العلم الطبيعي على أزلية المادة، خاصة مع وجود بدائل نظرية
كوسمولوجية تقرر أزلية الكون)
وهم يتناسون مدى مطابقة [نظرية الانفجار
العظيم] للشواهد المادية والرياضية للكون.. وكونها موثقة بالقرائن العلمية
المدعومة بالنبوءات الصادقة للعلماء، وهي بذلك تفسير علمي مدلل عليه لنشأة الكون.
بالإضافة إلى ذلك فإنها ليست وحدها الدليل
العلمي الوحيد لخلق الكون، وإنما هناك دلائل أخرى، أو بالأحرى بإمكاننا أن نذكر أن
كل الدلائل المادية والرياضية تدل على أن الكون له بداية، ولذلك قال الكوسمولوجي
الشهير اللاأدري (ألكسندر فلنكن) سنه 2012م في عيد ميلاد [هوكينج] السبعين، والذي
ناقش فيه العلماء أهم نظريات نشأة الكون: (تقول كل الأدلة التي عندنا إن الكون له بداية)
بل إنه أكد هذا الأمر بلغة أكثر حدة، فقال: (لقد قيل إن الحجة هي التي تقنع العقلاء
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 49