نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 48
اللطيف الذي كوّن الطبيعة من لا شيء).. كما
أنه اعترف بأنه قوانينه التي اكتشفها جاءت وليدة إيمانه بأن الله هو إله ترتيب،
وليس إله تشويش.. ولهذا فقد أطلق على كتابه عنوان [انسجام العالمين]، الذي وردت
فيه هذه العبارات الجميلة: (عظيم هو الله ربنا، وعظيمة قدرته، ولا نهاية لحكمته)
سكت قليلا، ثم قال: تتمة لما ذكره صديقي
العزيز [جون] من ذلك الموقف السلبي وغير العلمي الذي وقفه أولئك العلماء من نظرية
الانفجار العظيم.. فإني أحب أن أضيف بأن ذلك الموقف لم يقتصر على مجرد الامتعاض،
ولا التقزز النفسي، وإنما راح بعضهم يعارضها من غير أن تكون له أي أدوات علمية
يعتمدها في المعارضة.. مع العلم أنهم يقبلون ما هو دونها بكثير، لأنها تنسجم مع
الرؤية المادية الإلحاديثة.
التفت لزملائه من العلماء، وقال: لا شك أنكم
تعرفون [جون مادوكس]..
ذلك الفيزيائي، والمحرر العلمي في المجلة العلمية الشهيرة [الطبيعة].. لقد توقع بحماسة شديدة سقوط نظرية الانفجار العظيم.. وكانت حجته في ذلك أن المؤمنين بالخلق والخالق يجدون فيها (تبريرا واسعا لمعتقدهم).. ولذلك توقع أن تنهار في غضون عقد من الزمان بنشر نتائج أبحاث [مرصد هابل الفضائي].. ولست أدري من أوحى له بهذه النبوءة العجيبة؟.. ولست أدري من أعطاه
الحق في أن يتكلم في العلم من غير علم؟
بعد مرور فترة قصيرة من تلك النبوءة التي
تنبأ بها.. خرجت نتائج أبحاث [هابل] على نقيض ما أراده [مادوكس]؛ إذ إن أعظم مشاريع هذا المرصد قد حدد سنة 2013م، وكان جوهره الكشف عن تطور الكواكب،
والبذور الأولى للبناء الكوني بعد البليون سنة الأولى من الانفجار العظيم.
سكت قليلا، ثم قال: بعد أن لم يجد الإنكار،
نتيجة لتلك الأدلة الكثيرة التي أثبتتها المراصد الفضائية، راح أولئك المعارضون
لها، يبحثون عن أي حيلة تصرفهم عن نتائجها..
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 48