نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 135
وطفيفة، فسوف تنهار نظريتي انهيارا
كاملا)
ومعنى أن هذا العضو معقد تعقيد غير قابل
للاختزال أى أن الوظيفة التى يقوم بها لا وجود لها قبل أن تجتمع كل الأجزاء التى
يتكون منها هذا الشيء.. وأنه لو فقد ولو جزء واحد من المكونات لتلاشت الوظيفة
بالكلية.
ومثل ذلك الأجهزة الحديثة المعقدة التى
لو قطعت منها أي سلك، أو أخرجت منها جزءا صغيرا، فإنها تفسد بالكلية.. ذلك أن هذه
الأجهزة لا يمكن تصور تكونها بشكل تدريجى، نتيجة تراكم الصلاحيات والمنافع التى
يمكن تحصيلها من أشكال منها أولية التركيب.
انظروا إلى المصعد الكهربائى، فوظيفته
حمل الناس من الأدوار العلوية إلى السفلية أو العكس، وهذه الوظيفة لا يمكن تحقيقها
قبل أن تجتمع كل أجزاء المصعد من أسلاك وأحبال ومحركات والصندوق الكبير الذى يدخله
الناس، ويكون كل شيء من هذه الأشياء فى موضعه بالضبط، وموصلا بمصدر الطاقة.. وكل
هذا يجب أن يحدث أولا قبل أن يتحرك المصعد سنتيمترا واحدا.
أما لو أحضرت ربع المكونات الأساسية
للمصعد أو نصفها مثلا، فلن تتمكن من استخدام المصعد لطابقين أو ثلاثة حتى تكمل
باقى الأجزاء الناقصة، ولذلك فهذا تعقيدا غير قابل للاختزال، ولا يمكن تكونه بشكل
عشوائى بدون علم ولا حكمة ولا غاية.
فى حين أن العضو أو الشيء المعقد تعقيدا
يمكن اختزاله لا يحتاج إلى مصمم، ويمكن أن يتكون بالصدفة وتراكم صلاحيات أجزائه،
لأن كل جزء من أجزائه يحمل نفس الوظيفة التى يحملها هذا التعقيد المختزل في
النهاية لكن بمقدرا أقل، وإلا لما وجد الانتخاب الطبيعى سببا لانتخاب تلك الأجزاء
والتدريج يفيد فقط فى زيادة مقدرا الوظيفة.
وبالمقارنة مع مثال المصعد الكهربائى نجد
الدرج قابلا للاختزال، ذلك أنه إذا كان
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 135