نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 136
عندك درجة واحدة فقد حققت منفعة لأنها
سترفعك بمقدار ارتفاع هذه الدرجة من درجات الدرج، ولو أحضرت ربع عدد درجات الدرج
المطلوب لمبنى مكون من عشرة طوابق لانتفعت بها ولاستطعت الصعود والهبوط عليها إلى
طابقين أو ثلاثة.. بخلاف المصعد الذى لا يمكن الإنتفاع به بأى نفع إلا بعد اكتمال
كل أجزائه.
وبذلك، فإن طريقة الدرج هى التى تتبناها
الداروينية فى تحصيل المنافع بشكل تدريجى بسيط لتحقيق الوظائف المطلوبة، وهي تنهار
إذا لم تستطع تعميم هذا الأسلوب على كل الوظائف الموجودة فى الكائنات الحية.
***
التفت إلى آخر، وقال: بخصوص سؤالك أنت،
فالحقيقة أن الأمثلة عن الوظائف الحيوية المتصفة بهذا الوصف لا يمكن حصرها.. ومن
أمثلتها السوط البكتيرى، وتخثر الدم، وتشفير الحمض النووي، وتنظيم الجهاز المناعى،
وغير ذلك كثير.
التفت إلى آخر، وقال[1]:
بخصوص ما ذكرت عن التطوريين، وأنهم اخترعوا فكرة التكيف المسبق، حيث ذكروا أن كل
هذه الأعضاء المعقدة تعقيدا غير قابل للاختزال صحيح.. وأنه لم يكن لأجزائها أى قدر
من الوظيفة التى سيؤديها العضو في النهاية بعد اكتمال كل أجزائه، لكن كان لها
وظائف أخرى زالت وتطورت واندمجت فى الوظيفة النهائية التى نعرفها للعضو.. فإن هذا
زيادة على عدم القدرة على إثباته مضحك جدا.
ذلك أننا لو طبقنا هذه الفكرة على
المصعد الكهربائى، فسينتج لنا مسرحية هزلية لا مكان لها سوى في أفلام الرسوم
المتحركة.. لأننا حينها سنطلق لخيالنا العنان ونفترض أن كل أجزاء المصعد تجمعت فى
هذا المكان، وتركبت التركيب الصحيح بدون قصد تركيب
[1] انظر: مقالا بعنوان: ما هو التعقيد الغير
قابل للإختزال؟، د. أحمد إبراهيم.
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 136