نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 148
وهذه الدّقة فلم يستطيعوا..
لقد حاول عشرات آلاف المهندسين لسنوات
عديدة أن يصنعوا تلفزيونا يعرض صورة ثلاثية الأبعاد، وذات جودة مشابهة لرؤية العين..
وبالرغم من تمكنّهم من صُنع تلفزيون يعرض صورة ثلاثية الأبعاد، إلا إنه لا يمكن
مشاهدته دون ارتداء نظّارات مخصصة، بالإضافة إلى كونها صورة ثلاثية الأبعاد مصطنعة..
ولم تصل هذه الصورة بعد إلى درجة من الوضوح كالتي ترى بها العين.
وبالرغم من هذا كله يزعم التطوريون أن
آلية إنتاج صورة واضحة مميزة كهذه قد نشأت عن طريق الصدفة.. مع أنه لو أخبرك أحد
أن التلفزيون الذي في غرفتك قد يكون نتيجة الصدفة، وأن ذراته تجمّعت مع بعضها
وكوّنت جهازًا يُنتِج صورًا.. سوف ترميه بالكذب والجنون والخرافة.
فإذا كان الجهاز الذي يُنتِج صورًا أقل
جودةً من صور العين لا يمكن أن يكون قد نشأ عن طريق الصدفة، فمن المؤكّد أن العين
لم تنشأ عن طريق الصدفة..
سكت قليلا، ثم قال: والأمر نفسه ينطبق
على الأُذُن.. حيث تلتقط الأذُن الخارجية الأصوات عن طريق صيوان الأذن، وترسلها
إلى الأذُن الوُسطى.. والتي تنقل الاهتزازات الصوتية مُضخّمة.. ثم ترسل الأذن
الداخلية هذه الاهتزازات إلى المخ عن طريق ترجمتها إلى إشارات كهربائية.. تمامًا
كما يحدث في العين، يحدث السمع في مركز السمع داخل المخ.
والوضع بالنسبة للسمع مشابه للبصر،
فالمخ معزول عن الصوت مثلما هو معزول عن الضوء، إذ أنه لا يصله أي صوت مهما بلغت
الضوضاء بالخارج.. وعلى الرغم من ذلك، فإن أشدَّ الأصوات يتم إدراكها داخل المخ.. فداخل
المخ الصامت تمامًا، يمكننا الاستماع إلى كل شيء.. مع أنه لو أتينا بجهاز دقيق
لقياس شدّة الصوت، وقمنا بقياسه داخل المخ،
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 148