نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 149
فإننا ستجد الصمت التام يسود هناك.
وهكذا كما هو الحال مع التصوير، بذل
الإنسان جهودا جبارة لعشرات السنوات في محاولة إنتاج صوت مطابق لما تسمعه الأذن،
فأنتج مُسجِّلات الصوت والأنظمة الصوتية عالية الدِّقة وأنظمة استشعار الصوت.. وبالرغم
من وجود كل هذه التكنولوجيا ووجود آلاف المهندسين والخبراء الذين عملوا على ذلك،
لم يتمكنوا من الحصول على صوت له نفس دِقّة ووضوح الصوت الذي تدركه الأذن حتى في
أعلى الأنظمة الصوتية جودة، والتي هي من إنتاج أكبر شركات صناعة الموسيقى، فإنك
تسمع صفير قبل بدء الموسيقى.. بخلاف الصوت الذي تدركه الأذن البشرية، فإنه لا
يصاحبه صوت صفير أو صوت الهواء المحيط كما يحدث عند سماع صوت مُسجّل.
***
بقيت بعدها مدة طويلة أتردد على [معهد
ديسكفري] لأبحاث [التصميم الذكي]، وقد حضّرت معهم للكثير من المؤتمرات العلمية، وساهمت
معهم بالكثير من الأبحاث.
لكني مع ذلك كله، ومع احترامي الشديد
للجهود التي بذلها ذلك المعهد في مواجهة نظرية التطور.. إلا أن همتي كانت تطمح
لأكثر من ذلك.. فقد كانت همتي تهفو إلى التعرف على الحقيقة..
فلذلك لم أكتف بالتعجب من تلك التصميمات
البديعة، ولا الانبهار بها، ولا الرد بها على التطوريين، وإنما رحت أبحث عن المبدع
الذي أبدعها، والصانع الذي صنعها.
وعندما رأى الله صدقي وإخلاصي وتجردي من
نفسي وكبريائي، رزقني من فضله من دلني على الطريق، وكان أولهم [معلم الإيمان] الذي
كان مرشد عقلي الأول.. وبناء على توجيهاته سرت في الأرض لا أدع صاحب دين إلا
وأسأله عن دينه، ولا صاحب مذهب إلا وأسأله عن الأسس التي يقوم عليها مذهبه.
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 149