responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 15

شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [النور: 45].. فالماء المقصود هنا هو مياه المحيطات كما أسلفنا، والتي نشأت منها أول خلية حية.

راح يتمعن في أثر كلامه على جمهور الحاضرين الممتلئين بالاستغراب، ثم قال: بعد هذا.. ماذا عن تطور الكائنات؟.. ماذا يقول القرآن في ذلك؟

راح يقلب صفحات مصحف بين يديه، ثم يقول: اسمعوا لهذه الآية التي تنص على نظرية التطور بكل صراحة.. فالله تعالى يقول: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ﴾ [المؤمنون: 12].. المفسرون القدامى بحكم معارفهم المحدودة راحوا يفسرون الآية بأنها تعني أن كل منا كبشر هو نهاية سلالة طويلة بدأت بخلق الإنسان الأول من طين.. لكن لغة القرآن القوية الواضحة تعاند هذا التفسير بوضوح.. فهي تنص على أن بين الإنسان وبين الطين يوجد سلالة..‌ والسلالة لاهي طين ولا هي إنسان، أليس هذا واضحا وضوح الشمس؟.. كيف لايستطيع كل من يقرأ هذا الكلام أن يتساءل كيف يكون تفسير المفسرين صحيحا؟.. كيف يكون المقصود من السلالة أنها سلالة البشر حتي سيدنا آدم إذا كانت الآية توضح أن السلالة لم تكون أناسا مثلنا؟

ثم راح يتساءل: أتعلمون ماهو الطين؟.. أليس هو مركبات جمادية مخلوطة بالماء؟.. فالله إذن خلق من هذا حياة.. ومن الحياة نشأت سلالة.. ومن السلالة نشأ الإنسان.. أليس هذا وصفا رائعا ودقيقا لما تقوله نظرية التطور؟

صفق بعض الحضور من الشباب، وتبعتها تصفيقات أخرى كثيرة.. فازداد انتفاخ الرجل.. وراح يزيد في درجات تصعيده ليجعل من القرآن الكريم كتابا لأصل الأنواع، مثلما حوله في مجالسه السابقة إلى كتاب في الرأسمالية أو الشيوعية أو الفوضى الأخلاقية.

بعد انتهائه من حديثه، وبعد أن كدت أنفجر من ذلك التلاعب بالنصوص المقدسة، بدأ العلماء حديثهم، وقد حمدت الله على أنه كان حديثا ممتلئا بالمصطلحات الغريبة،

نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست