نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16
والأرقام الكثيرة، والتي لم يفهمها أحد
من الناس..
بعد انتهاء الجلسات، رفعت يدي طالبا
التعقيب.. لكن مدير المركز بعد أن لمح يدي، وهي ترتفع تقدم إلي، وكأنه لم يرني إلا
تلك اللحظة، ثم راح يصافحني بحرارة، بل يعانقني، وكأنه لم يرني منذ سنوات، ثم راح
يأخذ بيدي إلى مكتبه، ويطلب من العمال أن يحضروا لي بعض الحلويات والقهوة والشاي،
وهو يقول بكل تزلف: مرحبا بك في مركزنا.. كم نفرح بزيارتك يا رجل.. لم لا تشرفنا
كل حين؟
ثم تملص مني، بعد أن تركني محجوزا في
مكتبه، وكلما كنت أنوي الخروج منه، يقسم علي السكرتير بالبقاء ريثما يحضر القهوة
والشاي.. ثم يخبرني بأن المدير سيغضب منه أو يفصله إن خرجت من غير أن أشرب شيئا..
وهكذا بقيت في انتظار القهوة والشاي إلى
أن انفض المجلس، وخرج الناس.. وخرجت معه من دون أن أقف أي موقف، أو أدلي بأي حديث.
***
لكن.. وفي وقت متأخر من الليل سمعت طرقا
شديدا على الباب، فخرجت مسرعا، فرأيت أولئك العلماء السبعة يقفون أمام الباب،
ويطلبون مني أن أدخلهم إلى البيت بسرعة، ثم ما لبثوا أن دخلوا مسرعين، وكأنهم
يخشون أن يتعقبهم أحد.
تصورت في البداية أن مدير المركز هو
الذي أرسلهم لي.. لكني علمت منهم أنهم خرجوا خلسة من الفندق الذي يقيمون فيه، وأن
الذي أرسلهم لي، ليس مدير المركز، وإنما معلم الإيمان.
قلت: أتقصدون أن معلم الإيمان هو الذي
أرسلكم لي، ودلكم على بيتي؟
قال أحدهم: أجل.. ونحن لم نقصد هذه
البلاد إلا لزيارتك..
قلت: لكن كيف تعرفتم إلى معلم الإيمان..
وكيف دلكم علي.. ولماذا؟
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16