responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 163

وقد عبر عن هذا المعنى بعض الكتاب[1]، فقال: (وانتقلت فكرة التطوُّر لتصبح منهجًا للبعض، وجاء هتلر يومًا فأعلن عن فكرته النازية في استيلاد سلالات بشرية قوية، وإعدام السلالات الضعيفة، واتخذت الفاشية الافتراض المتعلق بالانتقال الطبيعي والبقاء للأصلح مبررًا للقضاء على بعض الأجناس البشرية، وأتخذها تجار الحروب مبررًا لهم لأن الحروب تقضي على العناصر الضعيفة وتستبقي العناصر القوية)

بل إنه عندما سيطرت الدّاروينيّة على الثّقافة الأوربّيّة، بدأت آثار [الصّراع من أجل البقاء] في الظّهور.. حيث بدأت الدّول الأوربّيّة الاستعماريّة في تصوير الدّول التي استعمروها كـ [دول نامية ارتقائيّة]، واعتمدوا على الدّاروينيّة لتبرير ذلك.

وكان الأثر السّياسيّ الأكثر دمويّة للدّاروينيّة هو نشوب الحرب العالميّة الأولى في عام 1914 م.. وقد ذكر الأستاذ المؤرخ البريطانيّ المعروف [جيمس] في كتابه [أوروبّا منذ 1870]، أن أحد العوامل التي هيأت الأرضية للحرب العالميّة الأولى كان إيمان الحكّام الأوربّيّين في ذاك الوقت بالدّاروينيّة.

ومن الأمثلة التي ضربها لذلك أن رئيس أركان [أوسترو ـ هنجريا]، كتب في مذكّراته ما بعد الحرب: (إن الدّيانات الإنسانية، والتّعاليم الأخلاقيّة، والمذاهب الفلسفيّة قد تؤدي أحيانًا إلى إضعاف صراع بقاء البشريّة في شكلها القاسي، لكنهم لن ينجحوا في إزالته كمحرك محفز للعالم، إنه يتوافق مع هذا المبدأ العظيم، أن كارثة الحرب العالميّة حدثت كنتيجة للقوى المحفزة في حياة الدول والشّعوب، كالعاصفة الرعديّة التي يجب أن تفرغ شحناتها بذاتها)

بهذا الأساس الأيديولوجيّ، أرى أنه ليس من الصعوبة فهم سبب تشجيعنا


[1] الأصل الأيديولوجيّ الحقيقيّ للإرهاب: الدّاروينيّة والمادّيّة، هارون يحيى، تعريب: مبارك بقنه.

نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست