responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 164

للإمبراطوريّة [النمساوية المجرية] لتعلن الحرب.

كانت مثل هذه الأفكار في ذاك الوقت ليست محصورة على القوّات المسلّحة.. ففي عام 1914م كتب [كورت ريزلر] يقول: (العداوة الأبديّة المطلقة ملازمة أساسًا للعلاقات بين الشعوب، والعداء الذي نلاحظه في كلّ مكان ليس نتيجة لفساد الطبيعة الإنسانية ولكنّه جوهر العالم ومنبع الحياة نفسه)

ومثل ذلك عمل جنرال الحرب العالميّة الأولى [بيرناردي فون فريدريش]، علاقةً متشابهةً بين الحرب وقوانين الحرب في الطّبيعة، إذ أعلن أنّ الحرب حاجة بيولوجيّة، وإنّها بمثل ضرورة صراع عناصر الطبيعة، وبما أن قراراته تستند على طبيعة الأشياء، فإنه فقط يعطي قرارًا بيولوجيًّا.

التفت إلي، وقال: ها أنت ترى أن الحرب العالميّة الأولى لم تندلع إلا بسبب كون المفكّرين الأوربّيّين، والجنرالات والمسؤولين الذين شاهدوا الحرب، وإراقة الدّماء، والمعاناة اعتبروا ذلك نوعا من التطور، واعتقدوا أنهم لم يغيروا [قانون الطبيعة]، فالأصل الأيديولوجيّ الذي جرّ كلّ ذلك الجيل إلى الدّمار لم يكن سوى مفاهيم داروين للصّراع من أجل الحياة والسلالات المفضلة.

وهكذا كانت نظرية التطور هي السبب في قتل ثمانية ملايين قتيلاً، ومئات من المدن المدمّرة، وملايين من الجرحى، والمقعدين، والمشردين، والعاطلين.. الذين خلفتهم الحرب العالميّة الأولى.

وهكذا كانت نظرية التطور هي السّبب الرئيسي للحرب العالميّة الثّانية، والتي اندلعت بعد 21 سنة، وخلفت 55 مليوناً قتيلاً.

وهكذا كانت نظرية التطور هي السّبب في [قانون الغابة] الذي شكلته النّازيّة وجميعا النزعات العنصريّة، ذلك أنها شكّلت القاعدة الإيديولوجيّة التي ستطوّر وتغرّق العالم في

نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست